للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدكتور حامد الغوالي

طبيب أول مستشفى رعاية الطفل بالجيزة

رحمة باللاجئين:

حينما تناولت القلم لأكتب وقفت طويلاً. . . حائراً. . . قبل أن أبدأ. . . لقد تزاحمت علي الكلمات، وأخذت الألفاظ تترى من كل حدب وصوب كالسيل الجارف فلم أدر ماذا أكتب وماذا أعمل؟

وهل تفي الكلمات بالغرض الذي من أجله تناولت القلم. هل يمكن للحروف المسطرة على القرطاس. . . أن تصرخ وأن تصيح وأن تسكب دماء بدل الدمع حينما تحاول أن تصور حالة أخوان لنا إن لم يكن في اللغة والوطن والدين. فعلى الأقل في الإنسانية.

إنهم ليسوا بالأموات ولا هم بالأحياء كذلك؛ أو قل إن شئت إنهم أحياء أموات أو أموات أحياء. وهل أدل على ذلك من أناس يعانون المرض والبرد والجوع والعرى ولا يكونون كما وصفتهم. إنهم إخواننا اللاجئون العرب الفلسطينيون.

أهب يا سيدي بقراء الرسالة وذكرهم بما هو البرد وزمهرير الشتاء في العراء. ذكرهم بالجوع وقل لهم ما هو. وذكرهم بالمرض في الخلاء من غير مأوى ولا دواء. ناشد يا سيدي إخواننا القراء لكي يمدوا يد المعونة إلى هؤلاء البائسين وليرسل كل منهم إلى حضرة صاحب السعادة رئيس المجلس الأعلى لإغاثة اللاجئين العرب الفلسطينيين بجمعية الهلال الأحمر المصري بالقاهرة ما تجود به نفسه من مال أو ملبس أو دواء أو ما يستطيعون وما يفيض عن حاجتهم مهام قل؛ فإن القليل كثير.

ساهم يا سيدي في هذا العمل الإنساني بنشركم كلمتي هذه فإن كلمة صغيرة قد تنقذ أرواحاً معذبة قد تكون الآن في حالة النزع أو ما هو شر من النزع.

محمد أمان

الموظف بالمجلس الأعلى لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين العرب

سؤال

<<  <  ج:
ص:  >  >>