للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألقى مدرس ثانوي من إخواننا المسيحيين بمدرسة (. . . . .) الثانوية بالقاهرة على طلبته بالسنة الأولى السؤال التالي: ألم تقولوا إن الإسلام قد سبق الديمقراطية الحديثة في احترام الحريات والرأي والاعتقاد؟ فأجابه تلامذته بجواب المقلد الواثق بنعم. فقال المدرس لماذا إذن يستعمل الإسلام القوة مع المرتد فيحكم عليه بالإعدام؟ أليس من حرية الاعتقاد أن يعتنق الشخص أي دين يشاء؟

وفلسفة الإسلام في قتل المرتد أعمق غوراً من أن يبلغها السائل والمسئول. فالإسلام لم يقتل المرتد لأنه يهودي أو لأنه نصراني، وليست علة القتل هي اليهودية أو النصرانية، وإلا لما ترك الإسلام يوم كان يسيطر على الدنيا كتاباً واحداً. وهذا غير ما عرف من إكرامه لأهل الكتاب عامة وأهل الذمة خاصة، ولكنه قتل المرتد لأنه ذو وجهين أو لأنه لا مبدأ له أو لأنه ما دام - بإسلامه - قد اكتمل لإيمانه بموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام لا يصح أن يعود من جديد فيؤمن بالبعض ويكفر بالبعض الآخر. ولقائل أن يقول لم يقتل الإسلام المرتد العكسي أي من اليهودية أو النصرانية إلى الإسلام فأقول له إن إيمانه كان مجزأ فبإسلامه أصبح إيمانه كاملاً فليس من الحكمة في شيء استعمال القسوة معه. ولا إيمان المسلم بمحمد إلا إذا آمن بعيسى قبله.

وبعد فليعلم إخواننا المسيحيون المدرسون أن التلاميذ الذين بين أيديهم إنما هم أمانة عندهم فلا يصح بذر الشكوك في أذهانهم الفضة بمثل هذه الأسئلة التي لا يستطيعون الإجابة عنها في مثل هذه السن ولا بمثل ما عندهم من العلم.

مختار محمد هويسه

بين حافظ إبراهيم وعبد الحميد الزهراوي:

كان حافظ معروفاً بالتدقيق في انتقاء الألفاظ فإذا حضره معنى من المعاني الشعرية العلوية بذل أقصى الجهد في وضعه في قالب فصيح بليغ، وقد يقضي أياماً يبحث عن لفظ فصيح تتلقاه الآذان دون استئذان.

وأذكر أنه في مقهى (السبلندد بار) المقابل لحديقة الأزبكية والذي يسمى الآن (مقهى السبت فاير) في القاهرة كان يجلس أدباء الجيل الماضي في خلال الحرب الكبرى الأولى وقبلها

<<  <  ج:
ص:  >  >>