يقع موقع ظفر كما يذكر ياقوت الحموي بالقرب من حوأب، وهذا على الطريق بين البصرة والمدينة. كانت عائشة قد تشاءمت من نباح كلابه لما رحلت من المدينة إلى البصرة للاشتراك في وقعة الجمل. ولعل موقع ظفر يبعد عن بزاخة مسافة مرحلتين وهو إلى شرقي كهفه. فالفلول الشاردة من بزاخة التجأت إليه، وكانت أم زمل تحرضهم على الاجتماع فيه لمقابلة خالد. فالمسافة بين بزاخة وظفر يجب أن تكون بعيدة بدرجة أنها تساعد الفلول على الاجتماع مرة أخرى للقتال.
تقدم مسير خالد نحو البطاح لقتال بني تميم
البطاح: - لا نعلم بالضبط المدة التي قضاها خالد في حي بني أسد بعد أن انتصر على طليحة في بزاخة. والمؤكد أن خالداً استثمر فوز بزاخة فقام بمطاردة فلول الجيش المنهزم، ولما سمع أن بعض الفلول اجتمع في ظفر تحت راية أم زمل تقدم بجيشه إليهم وهزمهم شر هزيمة كما أشرنا إلى ذلك فيما تقدم.
والظاهر من ذلك أن خالداً قضى أكثر من شهر في حي بني أسد على أقل تقدير، ولما استتب له الأمر في نجد وتأكد معونة طيء ودان له بنو عامر وبنو صعصعةانتهز الفرصة ليتقدم نحو بني تميم.
وكان بنو تميم من أقوى القبائل العربية لكثرة عددها وخصب أرضها وشدة بأسها. وتنقسم هذه القبيلة إلى أربعة أقسام:
القسم الأول - الرباب وهم من شعب ضبة وعبد مناف.
القسم الثاني - عوف والأبناء ومقاعس وبطون وهم من شعب سعد بن زيد مناة.
القسم الثالث - يهدي وخضم وهم من شعب بن عمرو.
القسم الرابع - حنظلة ويربوع وهم من شعب بني مالك.
وكان الزبرقان بن بدر يترأس رباب وعوفاً والأبناء، وقيس ابن عاصم يترأس مقاعس والبطون، وصفوان بن صفوان يترأس بطن يهدي، وسيرة بن عمرو يترأس بطن خضم، ووكيع بن مالك يترأس بني حنظلة، أما مالك بن نويرة فيترأس بني يربوع وهم فرقة من بني حنظلة.
وكان بنو يربوع يسكنون أرض الحزن غربي الدهناء، أما بنو حنظلة فيسكون الدهناء