لا يمس الأرض وقع خطاها ... فهي كالروح سرى في الفضاء
وهبت للروض بعض شذاها ... فجزاها بثناء جميل
ومضى ينغث منه عبيراً ... مستشيراً كامنات الشجون
فإذا الجدول نشوان بيدي ... من هواه ما طواه الزمان
ردت الذكرى عليه أساه ... ودعا الشوق إليه الحنين
وهذا شعر موزون سواء كان مقفى أو غير مقفى، إلا أن مقال (ذو الجناحين) لم يكن كله من هذا النوع من الكلام، وكتاب (على هامش السيرة) وإن لم أجد فيه كلاماً موزوناً بالمعايير العروضية المقفاة التي اصطلح على تسميتها شعراً فإنه قد استكمل عندي خصائص الفن الشعري الجميل.
هذا وللأستاذ كيلاني وللأخ محمد سلامه مصطفى خالص
تقديري لبحثهما الطريف. حسن سيد أحمد الجوهري
أسلوب الرسائل في المصالح والدواوين:
. . بالرغم من أن الكتاب ظلوا ردحاً من الزمان يعيبون على الشركات وبيوت المال إغفالها اللغة العربية في خطاباتها ومعاملتها. . فإن المشاهد في أغلب المصالح الحكومية أن خطاباتها تزخر بالأخطاء اللغوية والنحوية والصفرية هذا فضلاً عما يدخلها من التعبيرات العامية والألفاظ الدارجة. .
وأذكر أنني وجهت ذات مرة نظر أحد الرؤساء إلى خطر هذه الظاهرة وإنه لا يليق بهيئة حكومية أن تدمغ بها فكان جوابه أن سفه آرائي ورماني بالإعراق والحذلقة. . وزعم أن الخطاب ما دام يؤدي الغرض المقصود منه فليس ما يدعو إلى إعمال الفكر وكد الخاطر في انتقاء الأساليب وتخير التعابير. . أما الأخطاء اللغوية والنحوية فليست في زعمه بذات بال. ولاحرج على الموظف من الوقوع فيها لأن المقام ليس مقام (تحرير) وإنما (هو مقام تعبير) أياً كان. . والعجيب أن المسئولين لم يتنبهوا بعد إلى خطر هذه الظاهرة التي عمت فشملت المصالح كلها واستغرقت رسائلها حتى أضحت سخرية الساخرين ونادرة المتندرين. .