للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معونة المراجعين والمصححين. وهذا الجيل ناشئ حتماً متى شب على قراءة ما يقرأ مضبوطاً أتم ضبط، إذ يتعود سلامة النطق، وتستقر في أذهانه صيغ الكلمات والجمل مضبوطة معربة، فيكتبها كما ألفتها عينه، ويتلفظ بها كما سمعتها أذنه، وبذلك يقتطف ثمرة النحو والصرف. دون تخصص في تعلم النحو والصرف. شأنه في ذلك شأن الشاعر المطبوع حين ينظم ما ينظم صحيحاً لا خلل فيه، طوعاً لما أدمن من قراءة الشعر، ولو لم يعرف من علم العروض شيئاً

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة التي تراها حلاً للمشكلة الفنية المطبعية في ضبط الكتابة، طريقة ميسورة، لا تقف في سبيل تنفيذها عقبة، فأننا لا نستطيع أن نلزم بها لأمة العربية إلزاماً، سولا أن نفرضها على المطابع فرضاً. ولكن يجب أن ندعو إليها دعوة عملية طبيعية تزكيها عند الناس، وتحدوهم على اتخاذها بالطوع والاختيار.

ولعل أهدى سبيل إلى تحقيق تلك لدعوة هو أن تلتزم وزارة المعارف طبع كتبها التعليمية في مختلف المواد والمراحل، وافية الشكل، صحيحة الضبط، بهذه الطريقة الهينة الميسورة. ولن تجد الوزارة في سبيل ذلك ما كانت تجد من مصاعب فنية، وعقبات مطبعية، حالت بينها وبين تعميم الشكل في كتب التعليم.

فإذا ألزمت وزارة المعارف نفسها بهذا الإجراء، كان ذلك حافزاً على اتخاذ تلك الطريقة في محيط الجمهور.

وسينشأ تبعاً لذلك عامل نفسي لتأييد تعميم الضبط في سائر المطبوعات، هو عامل التأسي والإقتداء، عامل التنافس في إظهار القدرة على إخراج كتب مشكولة، تشبهها بما تخرج وزارة المعارف من كتبها في شتى مواد العلوم والفنون والآداب.

ويومئذ يتحقق غرض منشود، سعى إليه (مجمع فؤاد الأول للغة العربية)، وابتغى إليه الوسيلة ما وسعه أن يبتغي، ذلك هو تعميم الضبط في الكتابة العربية على نحو ميسور.

محمود تيمور

<<  <  ج:
ص:  >  >>