للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستمع إليه معجباً ومقدراً حين يقول: (ولكم رأينا في مقارنتنا لبعض النصوص التي نشرها هؤلاء الناشرون المزعومون بالأصول المخطوطة التي نشروا ما نشروا عنها، أن ما أدعوه تحريفاً أو اختلاف قراءة لم يكن في الواقع إلا (سوء قراءة) من عيونهم وعقولهم)!

لكم يهزنا هذا التعبير الأخير. حقاً أن بعض العيون تسيء القراءة وكذلك بعض العقول، ولكننا لم نر ولم نسمع أن عين ناشر أساءت القراءة كما إساءتها عين فيلسوف مصر الأول، وقل مثل ذلك عن عقله إذا كنت من المنصفين! هل رأيت في حياتك ناشراً هو في نفس الوقت أستاذ جامعي، يعجز عن قراءة فقرات كاملة في مخطوطة، فيحذفها من النص بكل بساطة ولو تعثر التعبير وأختل السياق؟! لقد فعل ذلك العلم الجليل السيد بدوي في (الإشارات الإلهية). . هل كانت الفقرات التي حذفها مطموسة أو ساقطة أو غير واضحة؟ كلا والله العظيم، ولكنه العجز المطلق والاستهانة بعقول الناس والعبث بالأمانة العلمية. . ومعنى هذا أن المسألة مسألة مزاج في إنطاق أبي حيان أو إسكات أبي حيان، ورعى الله الأمزجة النادرة عند بعض الأساتذة الجامعيين!!

لقد قلنا إن نشر هذا الكتاب بهذه الصورة فضيحة علمية، وهذا هو أول ركن من أركان الفضيحة. ولو اقتصرنا عليه لما أنقص ذلك من حقيقة الاتهام. . وليت الدكتور بدوي قد وقف بمواهبه عند هذا الذي قلناه، ولكنه مضى في طريقه غير هياب ولا وجل، تعبث عينه بقراءة الكلمات ويعبث عقله بتفسيرها في جرأة تذهل الإفهام! وتخرج من هذا كله بأن الحس اللغوي عند الناشر لا وجود له، وكذلك الذوق الفني الذي ينظر إلى موضع الكلمة من السياق حين ترجى سلامة التعبير واستقامة التفسير، وإليك بعض النماذج التي ننقلها بتعليقاتها عن صديقنا الكاتب المحقق الأستاذ سيد صقر، مع صادق التهنئة له وخالص التقدير:

(٢٠ - ص٢٢ (فلا العلم باختلاف الأحوال نافع، ولا الجهل به ضار، بلربماضر العلم، وربما نفع الجهل، وربما نبل بالحنط، وربما فات بالتأني، وربما بعد الداني، وربما قرب النائي. .)

قال الدكتور، وما أغرب ما قال: (نبل، لقط النبل، ثم دفعها إلى الرمي ليرمي بها من جديد

<<  <  ج:
ص:  >  >>