للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحنط: النبل يرمي بها. والمعنى أنه ربما يلتقط النبل بالنبل، أي يداوي الداء بالداءنفسه).

ماذا أقول في نقد هذا الشرح العجاب؟ أقول إن مثل هذا الفهم هو الذي شحذ عزم أبي حيان على حرق كتبه بالنار وغسلها بالماء، وجعله يقول لمن لامه على صنيعه (فشق على أن أدعهالقوم يتلاعبون بها، ويندسون عرضي إذا نظروا فيها. . . وإن عيانى منهم في الحياة هو الذي حقق ظني بهم بعد الممات)!

وجاء من بعدك من يصحف عليك صحيح كلامك ويخبط في فهم معناه خبط عشواء، بل ولا يحسسن قراءته. جاء في النسخة المخطوطة: (وربما نيل بالخبط، وربما فات بالتأني. . .) أي وربما خبط الإنسان في ابتغاء مراده خبط عشواء فناله، وربما تأتي لنيله أشد التأني ففاته ولم يدركه.

ومن أعجب العجب أن ناسخ الكتابقد أحتاط، ووضح كرة ظاهرة تحت نون (نيل) حتى لا يخطئفي قراءتها إنسان، وصدق أبو حيان في عته الذي نتمثله فيمن نراهم بين ظهرانينا ممن نالوا بالخبط درجات العلماء!

٢٠ - ص٣٦: (وسقيا للرسائل التي كانت تجري بيننا وبينكم، نعم ورعيا للوسائل التي كانت تترددعندنا وعندكم، والوشاة على خيبتها في الظفر بتأذيكم) قال الدكتور في تعليقه: (في الأصل بناويكم، أو صوابه: بناديكم)

ولا معنى هنا لظفر الرشاة (بتأذيكم) أو (بناريكم). . وبديهي أن صواب الأصل (والوشاة على خيتبها بناوبكم)!

٢٣ - ص٣٥: يخاطب أبو حيان الإنسان المبتدع بالقدرة الإلهية المحفوفة بالنعم الملكية، ويطلب إليه أن يتأمل مواقع آياته فيه، ويستنطق شواهد آثاره عليه ويقول له: (أنظر بأي فضل خصك. . وأي ملك قلدك، وأي مشرب صفَّى لك، وبأي لطف حاشك، وبأي شيء سكَّر جاشك، وبأي صنع أزال استيحاشك ولأي أمر أعاشك) ثم يشرح أبو حيان ما ذكره، فيقول: (قلدك ملكاً هو نهاية آمالك، وصفى لك مشرباً متى كرعت منه لم تظمأ بعده، وحاشك بلطف هو الذي جعلك مغبوطاً في حالك، وسكر حاشك بشيء هو الذيأنالك مرادك، وأزال أستيحاشك بصنع أدركت به كل آمالك. .)

ومن العجيب حقاً أن يقول الدكتور في شرح قول ابي حيان (وبأي لطف حاشك، وبأي

<<  <  ج:
ص:  >  >>