من الممكن أن أحتاج إلى هذا البيت أو ذلك المصراع للاستشهاد به في موضوع إنشائي أو خطاب رقيق لأديب من أصدقائي أو في واقعة حال أ , في إشارة إلى شيء مما كنت أتخيله في نفسي فإن وجدت في البيت أو في أحد مصراعيه أو في تعبير منه ما أظنه ينفعني قيدته في دفتري) وعلق الأستاذ العقاد على هذا بقوله: والذين عرفوا الفقيد يعرفون أنه كان في أحاديثه كثير الاستشهاد بالأبيات والمقطوعات في مناسباتها، وكان يقدم أحاديثه أحياناً بالبيت والأبيات حيث تقع من موقعها وتنبئ بالحديث الذي يتلوها، وأذكر أنني تيقظت ذات ليلة على دق التليفون فإذا بصوت حافظ بك يناديني:
يا نائم الليل مسروراً بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
وكان ذلك ليلة أن صدر الأمر بتعطيل الصحيفة التي كنا نكتب فيها، فعلمت جلية الخبر من المصراع الأول قبل تمام البيت وختم الأستاذ العقاد هذه الدراسة الموجزة الشاملة بقوله: وأوجز ما يقال في تقدير الزميل الفقيد وتكريم ذكراه، أنه رحمة الله عليه كان في طليعة الرواد المصريين لفن القصة الاجتماعية، وكان له نصيب مشطور في القيام على عهد الخضرمة بين مرحلة التقليد ومرحلة التجديد، وسهم مذكور في التعريف بتريخ هذه الأمة ردحاً من الزمن ينبه القراء إلى تواريخها في جميع الأدوار، وأنه زود العربية بذخيرة من المفردات لا غنى عنها للألسنة والأقلام.