جاء في (مغنى اللبيب) للعلامة (ابن هشام) أن (قد) لا تدخل على الفعل المنفي، ولم يذكر خلافاً في ذلك. ولكن (ابن مالك) قال في ألفيته في آخر بيت من أبيات باب (الممنوع من الصرف)
ولاضطرار أو تناسب صرف ... ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
فأدخل (قد) على الفعل المنفي.
فهل يفهم من ذلك أن (ابن مالك) لا يرى مانعاً من دخول (قد) على الفعل المنفي؟ أم أنه أخطأ فقال هذا من غير قصد؟. الظاهر الثاني.
وجاء في مقالة للسيدة (أمينة السعيد) تحت عنوان (ذكريات حواء في الجامعة): (. . . أحب الحياة وأكره أن أخفي عن الناس حبي لها طالما كان ضميري مستريحاً) إذ أن (طالما) التي معناها (كثيراً ما) لا يمكن أن يكون لها معنى هنا.
قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان إحسان
وجاء في مقالة بمجلة (الحديث) للأستاذ (محمد شعبان) تحت عنوان (نظرة في كتاب أغاني القبة)(أجمع العلماء على استحسان تكرار حرف النداء مع التوابع المستقلة سيما إذا تعددت.)
والصواب (ولا سيما إذا تعددت) فقد جاء في (مغنى اللبيب) عند الكلام على (لا سيما): (وتشديد يائه ودخول (لا) عليه ودخول (الواو) على (لا) واجب. قال ثعلب: من استعمله على خلاف ما جاء في قوله (ولا سيما يوم بدارة جلجل) فهو مخطئ. انتهى)
(وجاء في المصباح المنير): (ولا تستعمل إلا مع الجحد، ونص عليه أبو جعفر أحمد بن محمد النحوي في شرح المعلقات ولفظه: ولا يجوز أن تقول جاءني القوم سيما زيد حتى تأتي بلا لأنه كالاستثناء. وقال ابن يعيش أيضاً: ولا يستثنى بسيما إلا ومعها جحد. وفي البارع مثل ذلك. . . الخ)