هي مصر فاتنة العصور عجيبة ... تقدمت الدنيا الورى فتقدموا؟
خطت لأثينا وروما منهجاً ... مشتا عليه فكان فيه المغنم
ويبين نثره أكثر ما يبين في كتابه عن (الجبرتي) إذ توفر الخليل على دراسة العصر المملوكي وألم بكثير من دقائقه. وقال بعض المتأدبين إنه كان ناثراً أكثر منه شاعراً. والحق أنه كان مقلاً في شعره متأنقاً في نثره.
ولقد كان الأستاذ خليل شيبوب يحيي مستهل هذا العام في بيته بحفل بهيج كما اعتاد أن يفعل كل عام، ولكن المرض ضربه فجأة، وأصابته ذبحة صدرية حادة، ثم تحول المرض إلى شلل، ففقد المنطق، وساءت حالته، وتعلقنا نحن الخلصاء من أصدقائه ومر يديه بين اليأس والرجاء، حتى إذا غربت شمس يوم السبت الثالث من فبراير الحالي غربت معها شمسه وفاضت نفسه، ففاض بنا الجزع من اجل هذا الأديب الكبير الذي فقدناه وهيهات أن نجد له بديلاً.
عوض الله فيه دولة الأدب والشعر، فقد كان خليل شيبوب أمة من الشعر والأدب.