للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لقد أجمع الناس على أن كتب طه حسين من خير ما يقرأ وأنفس ما يقدم للتلاميذ وأنفعه، وتوالت كتابات الكتاب في هذه الحقيقة منذ ذلك الصيف الذي أصدر فيه معالي الدكتور طه حسين قراره بوقف شراء كتبه. وأقول (أجمع الناس) ولا أستثني من كتب معارضاً، فقد لاحظت أن المعارضة قصرت أمر الاعتراض - من حيث مؤلفات معاليه - على الشكل دون الموضوع، أعني أنها قالت في ذلك إن وزير المعارف اصدر قراراً بعدم شراء كتبه ثم اشترت الوزارة كتبه. وقد جاء في حديث معاليه أن صفقة الكتب التي اشتريت كانت قد تمت قبل ذلك القرار. وبهذا لم يبق للاعتراض محل. ولكن المعارضة نفسها لم تعترض ولم يكن ينبغي لها أن تعترض علة مجرد الشراء.

ولم يكن ينبغي ولا ينبغي لأي كان ممن ولوا أمر تقدير كتب المطالعة الإضافية أن يغفل كتب طه حسين لمكانة هذا المؤلف - المسلم بها من الجميع - في عالم الفكر والأدب في هذا العصر.

ذلك إجماع الناس - يا معالي الباشا - على تقدير ذلك المؤلف والاعتراف بنفع كتبه، فبأي حق تظلمه. . وبأي حق تمنع حق إشراقه على عقول التلاميذ؟ ألأنك وزير؟ لا، فأنت وزير ديمقراطي، وهذا حكم الرأي العام. . . لو كنت عضواً في البرلمان لاقترحت على المجلس أن يقرر تلك الكتب أو يعتبر تقريرها رغبة برلمانية ويبعث بها إلى وزارة المعارف للعمل على تحقيقها ولو عارض معالي الوزير. . .

مناقشة في (الموقف الدولي في آسيا)

افتتح قسم الخدمة العامة بالجامعة الأمريكية يوم الجمعة الماضي سلسلة للبحث والمناقشة موضوعها (مصر بين الشرق والغرب) وكان الموضوع الأول في هذه السلسلة (الموقف الدولي في آسيا) وقد تألف رواق المناقشة من الأساتذة والدكاترة محمود عزمي ومحمد زكي عبد القادر وفؤاد صروف وسليمان حزين بك وحسين كامل سليم بك.

بدأت المناقشة بتحديد آسيا، فاشتد الخلاف في هذا التحديد بين الدكتور عزمي والدكتور حزين، إذ حدها الأول بالحدود الجغرافية المشهورة ورأى أن يخرج من موضوع البحث البلاد العربية لارتباطها بمصر، وهذه في إفريقية. فانبرى الدكتور حزين بك يقول إن الرأي الحديث في تحديد آسيا يجعلها تشمل شمال إفريقية ويعتبر أوربا شبه جزيرة من

<<  <  ج:
ص:  >  >>