للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

آسيا، وتسمى هذه القارة الكبيرة (أورفراسيا) وعزز ذلك ببيان وجه الشبه في الموقف السياسي في كوريا وفي أوربا ففي كوريا الشيوعية شمالاً والديمقراطية جنوباً، وكذلك في أوربا الشرقية.

ونشب الخلاف مرة ثانية بين الأستاذ زكي عبد القادر والدكتور سليمان حزين بك، عندما قال الأول إن آسيا ليست إلا مسرحاً لسياسة الأمم الغربية فهي تتكون من أمم ضعيفة تتنازع النفوذ فيها دول الغرب القوية، فقال الدكتور حزين: إن في آسيا حيوية كامنة، وقد برزت قوتها في الصين، وفي صراع إندونيسيا لهولندا، والقارة تتكون من نحو نصف سكان العالم وتسودها الآن اليقظة الوطنية. قال الأستاذ زكي: نحن نتكلم عن الحاضر لا عن المستقبل. فقال الدكتور حزين: إن الحاضر يدل على مستقبل قريب.

وفي خلاف ثالث اشتبك الدكتور محمود عزمي وحسين كامل سليم بك، إذ رأى الأول أن زحف كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية ليس اعتداء وإنما هو التجاء إلى العنف لتحقيق غرض سياسي هو توحيد البلاد وإخراج المحتلين منها، وبين الفرق بين العدوان والالتجاء إلى العنف وضرب مثلاً لذلك مصر والسودان مفترضاً أن مصر رأت أو استطاعت أن ترسل جيشها إلى الخرطوم لتحقيق وحدة الوادي. . . وهنا دوت القاعة بتصفيق الحاضرين. ثم تحدث حسين كامل سليم ذاهباً إلى وصف ذلك الزحف بأنه عدوان، وقال إن كوريا تعتبر خط دفاع للديمقراطية في آسيا أمام الشيوعية، وتدخل في هذا الدكتور سليمان الحزين فأيد الدكتور عزمي في أنه من حق الشعب الكوري أن يعمل على توحيد جزئيه، ثم قال إن الذي حدث أن المصلحة الوطنية الكورية ضحى بها في سبيل التنافس بين الكتلتين الغربية والشرقية، وقد نجحت روسيا في خطتها العسكرية إذ استدرجت الغرب إلى هذه الحرب التي جشمته خسائر فادحة على حين لم تخسر روسيا جندياً واحداً، ولذلك كان من الخير للغرب ألا يتدخل.

وتناول الرواق بالمناقشة مسألة انتشار الشيوعية في آسيا، وعزوا ذلك إلى متاخمة روسيا للقارة وسوء حال المعيشة وفساد الحكم في البلاد الآسيوية التي انتشرت فيها الشيوعية. ولخص الأستاذ صروف الملاحظات التي اتفق عليها الجميع في ثلاثة أمور: (١) يقظة الآسيويين وثورتهم على الاستعمار وعلى النظم القائمة في بلادهم. (٢) انحسار النفوذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>