ومن بينها النارنج كالذهب الذي ... هواه به كل النفوس تبوح
فأنظر إلى هذا المصور الماهر الذي أمسك ريشته وراح يضفي الألوان المناسبة على كل جزء من أجزاء تلك الصورة. فالنارنج كالذهب، والأوراق الخضر كالزمرد، والأغصان كقضبان من الفضة
ووصفوا الرعد والبرق. فتراهم أحيانا يشبهون الرعد بامرأة ثاكلة نادبة. وأحيانا يشبهونه بالأسد حين يزأر مهددا بالويل والثبور. ويشبهون وميض البرق بالضحك، أو بالسيوف، أو بشريط من الذهب. وقد شبه ابن حمد يس الرعد بالحادي يسوق الغمام أمامه كما تساق الإبل. قال:
أرق الأجفان رعد صوته ... كهدير القرم في الشول صفد
بات يجتاز بأبكار الحيا ... بلدا يرويه من بعد بلد
فهو كالحادي روايا إن ونت ... في السري صاح عليها وجلد
وقد تتناول أحدهم التقلبات فيشبهها بأخلاق الملوك التي لا تدوم على حال. ومثال ذلك قول القائل:
ويوم كأخلاق الملوك ملون ... فصحو ودجن ثم طل ووابل
كذلك أخلاق الملوك محبة ... وبغض ومنع بين ذاك ونائل
وهكذا نجد عوامل الطبيعة في الشتاء تحرك الخواطر، وتفتق الأذهان، وتثير في النفس الإحساس الكامن والشعور فتزداد صلة الإنسان بالكون. وكانت هذه المظهر الطبيعية المختلفة وحيا للشعراء والكتاب، وقد وجدوا فيها ميدانا خصبا فأضافوا إلى الأدب الوصفي ثروة طائلة