للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجلا) وكان حول النبي سعد بن أبي وقاص، وسهل بن حنيف وأبو دجانة، وقد اعتصب بالموت الأسود وزيادة بن الحارث الذي اخذ يرمي دون نبيه حتى مات شهيدا

ونادى عدو الله بن قمئة في الناس: أن محمدا قد قتل. . وإذا بالناس قد انتثروا من الحرب كما تنتثر الحبوب من بين شقي الرحى، وهي تدور في يد شيطان رجيم، ويستوقفهم مصعب بن عمير فيقول لهم: اثبتوا، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا

أقماك الله يا ابن قمئة، وكبك في النار يا أبا عامر، وشلت يداك يا عتبة. . أهكذا يشج وجه رسول الله، وتدخل حلقتا المفغر في صدغيه، فينزعهما أبو عبيده بأسنانه، فتكسر رباعية النبي وتشق شفته، ويسيل الدم على وجهه، فيمسحه بن عمه وختنه علي، ويتأثر النبي فيقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، ويتنزل عليه جبريل الأمين بقول رب العالمين:

(ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)

ويتفقد كعب بن مالك نبيه في هذه الغمرة، فيراه بحمد الله على غير ما يدعي عدو الله، فيتلفت إلى المسلمين، يبشرهم بان نبيهم لا يزال على قيد الحياة، فيشير النبي إليه أن أنصت، ثم تعتمل القوافي في وجدان شاعر النبي إذ يرى الكفار يظهرون الشماتة، وما تخفي صدورهم اكبر، فينبري لهم ويقول:

إن تقتلونا فدين الله فطرتنا ... والقتل في الحق عند الله تفضيل

وإن تروا امرنا في رأيكم سفها ... فرأى من خالف الإسلام تضليل

أين أنت في هذه المعمعة الدائرة يا أم عمارة؟

(للكلام بقية)

محمد محمود زيتون

<<  <  ج:
ص:  >  >>