غمراته خلقا بلا أرادة، فليس له من دنياه إلا هي، وليس له من نفسه إلا ما تهب له من نفسه. . .)
ويقول أيضا:
(. . . وكأن يحبها ليجد في حبها ينبوع الشعر، فما وجد الحب وحده، بل وجد الحب والألم، وثورة النفس وقلق الحياة، ووجد في كل أولئك ينابيع من الشعر والحكمة تفيض بها نفسه وينفعل بها جنانه ويضيء بها فكره، وكأن آخر حبه الألم، وكانت آلامه أول قدحت من شرار الشعر والحكمة. . . وقالت له نفسه: (ها أنت قد بلغت من الحب ما كنت ترجو فلم تبق إلا الغاية الثانية، وأنك عنها لعف كريم. . .)
. . . مما تقدم نرى أن (الرافعي) كأن صادقا في حبه إلى حد بعيد، صادقا فيما كتب عن ذلك الحب، ولولا ضيق المقام لأوردت أكثر من ذلك مما يدعم وجهة نظري في هذا الموضوع، ولكن هذا حسبي، ولك بعد ذلك رأيك ولعل أحدا من تلاميذ (الرافعي) ينجم علينا بجديد يفيد.! وفي النهاية تقبل شكر وتقدير الخالص:
إسكندرية
صبري حسن الباقوري
يشير حسن الياقوري إلى ما كتبه في (الرسالة) منذ عامين عن (حب الرافعي) والذي فعلت إذ ذاك أن أتيت براين للصديق الأستاذ حسنين حسن مخلوف وكامل محمود حبيب في هذا الحب، يرى الأول أن الافعي أن يحدث في اللغة العربية لونا من الفن الممزوج بالفلسفة الاجتماعية التي سرها إيحاء المرأة على النحو المستفيض في الأدب الأوربي، فطلب الحب لذلك. ويرى الأستاذ كامل حبيب أن الرافعي كأن يشعر بجفاف قلبه لشدة تدينه فطلب ليندى به قلبه ويرقق أسلوبه، والرأيان - كما ترى - يرميان إلى أن الحب الرافعي كأن حبا مصنوعا أو مجتلبا بقصد منه إلى أحداث لون من الإنتاج الأدبي. وقد علقت على ذلك فكأن مما قلته (ولمن شاء بعد ذلك أن يقول أن ما كتب الرافعي في تصوير العواطف وفلسفة الحب والجمال ينقصه الصدق الفني)
والفقرات التي نقلها الأستاذ الباقوري من كتاب (حياة الرافعي) إنما هي عبارات مختارة