أصعد النظر إلى عينيها! لقد دفعتها إلى السرور والى الحياة. . . مستعينا في ذلك بإرادتي وقوتي ورقتي!
وحملتها العاصفة
فإلى سهر مضى كان عهدي بها تقص علي ما عماته وما علمته، أما الآن فقد غدت كلماتها عابرة مفتعلة حتى لتثلج القلب. إنها أصبحت تنهي حديثا على وجه السرعة. . . ولا تقول لي إلا ما تريد أن تقوله حسب!
إن فكرها شارد في مكان آخر
ويشتد به اليأس فيقول:
(إني لأتصور الآن وهم يعتبرونها أرملة. . . وانهم لم يعودوا بعد يحدثونها عني. . . كأنني عدمت النفس. . . وفارقت الحياة. من الذي تحبه؟ من سلبني قلبها؟ وأي شؤم طالعني به وجه هذا الحلم؟ أو ما كان ينبغي أن تكون أفضل من سواها، وأن تضع في اعتبارها أنني أحبها إلى حد الهوس والجنون. . . وإنني عاجز عن حماية نفسي بينما أن غريمي في حبها سالم من مثل النكبة التي حلت بي. . . وأن تكون فوستين من رقة القلب وشفافية الشعور بحيث تدعني أموت في سلام)
. . ولكن حياة بلينفي لم تعرف السلام فكذلك ينبغي أن يكون مماته.
إنه يأمر الخادم بان يذهب به إلى غرفة زوجه. . وثمة يجد رسالة لم تفرغ بعد فوستين من كتابتها إلى عشيقها
وتتراقص أمام عينيه هذه الكلمات:
. . إنك لتسبب لي يا عزيزي ألما لا ينفض عندما نتسخط هكذا ظلما على القدر، أو لم تظفر بكامل حبي؟. ما قيمة بضعة أشهر من الانتظار بالقياس إلى حبيبين قطعا على نفسيهما العهد بان يكون أحدهما للآخر. . ولا تزال أمامهما سنوات. . وسنوات. . من السعادة،.
أم تراك تعد توددك إلى - هذا التودد الذي أسرني - وقتا مضيعا؟.
. . ويتحامل بلينفي التعس على نفسه ويخط هذه الكلمات في أسفل الرسالة: