كمامها، وتلألأت، وخفقت على ساقها الواهن. . وقد نفثت عطرا نفاذا أصابني منه دوار!
وأردت أن أقبض على الدخيل وأن أسد عليه الطريقوأرده عن أن يدنس متاعي وأن يسرق ملكي. . كنزي!
. . وبذلت مجهودا فوق طاقة البشر لأزيح عن ساقي هذه الصخرة التي أثقلتهما. . وطلبت الغوث، وضرعت إلى الله وتوعدت. . وسببت. . ولكنه وقد أصم أذنيه عن ضراعاتي. . مستخفا بإهانتي، وإذ بلغ الوردة جثا أمامها وهمس بصوت خفيض: فوستين! إذ ذاك رأيت الوردة العجيبة، الوردة الوحيدة تميل على راحة الفتى وتهوى متناثرة الأوراق بين أنامله! وسرعان ما ضرب فوقي ومن حولي نطاق غامض من الظلمات وثارت في وجهي عاصفة من الرمال، وأعقب ذلك سكون الأبد. . والعدم.
وهذه نازلة أخرى تنزل ببلينفي: أن السيد فيليب سترادون الذي عهد إليه بكل ثروته. . بدد الثروة وأصبح بلينفي وكل ما يملكه بعض أراض في (بيريجور) وفندق في (نوبلي). . ويلج الألم بالفتى إذ يذكر إنه عاجز عن العمل والكفاح. . فلو إنه سليم معافى لشق طريقه في الحياة، ولمضى إلى الأرجنتين أو إلى كندا. . . وحسبه فوستين سندا ومعينا. . . فوستين. . . كيف يمكن أن تألف حياة الفقر والفاقة؟
ويعود الدكتور (دينيز موريان) فيسأله أن يحدثه بصراحة عن مرضه فيقول له:
- إنك مصاب بمرض من أخطر الأمراض. . . مرض لم يأت ذكره في كتاب. . . ولم يعرف بعد في مستشفى. . . لا في أوربا ولا في آسيا. . . ومن شأن هذا المرض أن يحيل الأنسجة العضلية إلى عظام، وهو يفضي حتما إلى الموت
- الموت؟ بعد أجل قصير أو طويل؟
- إني أجهل ذلك
ولكن الدكتور دينيز مورياك الذي تطمح نفسه إلى اكتشاف سر هذا المرض الجديد لا ينصرف من قبل أن يظفر منه باتفاق يضع فيه بلينفي جسده تحت تصرفه في مقابل أن ينقده الدكتور دينيز مبلغ ٥٠ , ٠٠٠ فرنك سنويا إلى حين وفاته!
ويتأمل بلينفي فوستين فيبهره تغيرها المفاجئ. . . ويثبت في مذكراته حديث نفسه فيقول:
- كم تبدو فوستين سعيدة! وكم تتحامى لقائي وتهمل شأني. . . إنني لا أقوى على أن