وقد جمع فيه التاريخ من آدم إلى عصره في أيجاز وللشيخ ابن العميد كتابنا في التاريخ أحدهما يدعى تاريخ ابن العميد وهو يبحث في تاريخ ما قبل الإسلام، والتاريخ يدعى تاريخ المسلمين وانتهى به إلى سنة ٦٥ وكتب ابن واصل كتابة التاريخ الصالحي في التاريخ العام
ونالت الجغرافية في هذا العصر حظا كبيرا من عناية رجاله وتنوعت اتجاهاتها، وبحسبنا أن ينتج هذا العصر كتاب معجم البلدان لياقوت الذي يعد من أهم المصادر إلى وقتنا هذا
- ٦ -
وكانت الفلسفة موضع عناية الفاطميين فقد كانت الدعاة يلقنون تلاميذهم حبها،
ويحضونهم على النظر في كلام أفلاطون وأرسطو وفيثاغورس من على شاكلتهم، وينهونهم عن قبول الأخبار والاحتجاج بالسمعيات، ويزينون لهم الإقتداء بالأدلة العقلية والتعويل عليها، ويحيلونهم إلى ما تقرر في كتب الفلاسفة من العلم الطبيعي والعلم الالهي، فكانت دراسة الفلسفة للدعوة الشيعية وإحدى دعائهما، وبرغم ما كان للفلسفة من هذه المكانة القوية لم أعثر على فيلسوف نبغ في هذه الفترة التي شهدت الحروب الصليبية، وربما رجع ذلك إلى ما لاقيه آثار الفاطميين الفكرية من تشريد على يد صلاح الدين الذي كان سنيا يكره الفلسفة ورجالها ويراها مضللة. للعقول وتأثر الكامل خطوات عمه صلاح الدين، ويظهر أن اضطهاد الفلسفة قد خفت وطأته بعد موت الكامل وأخيه الأشرف، وتولى بعض دارسيها مناصب كبيرة في الدولة كالقضاء، أو مناصب دينية كبرى كمحمد ابن بكر المعروف بالأبكى وكان إماما في المنطق وعلوم الأوائل فإنه استقر بمشيخة الشيوخ بخانقاه سعيد السعداء، وظهر في هذه الفترة التي استعاد فيها دارسو الفلسفة والمنطق حريتهم علمان ممتازان هما عز الدين الإربلي التوفي سنة ٦٦٠ وأستاذه التوفي سنة ٦٤٦، وقدم الخونجي كتبا كثيرة في المنطق للمكتبة العربية لا يزال بعضها باقيا إلى اليوم ككتاب الموجز، وظفرت كتبه في المنطق بعناية كثير من العلماء فشرحها بعضهم وعلق عليها آخرون
- ٧ -
وتنوع الإنتاج في المكتبة الأدبية يومئذ؛ فمن مجموعات تحوي رائع القول كما في كتاب