أقطارهم فكان الرسول الأمين بين النفوس العربية المتألمة في الغرب والشرق، والعامل القوي في تحريك الآمال بالحرية والاستقلال. وإني محدث القارئ الكريم عن شعر القوة في المهجر الأميركي بشاعرين قويين في عواطفهما الوطنية يصح أن نتخذ من شعرهما برهانا قاطعا على أن إخواننا العرب في مهجرهم النائي يحملون من العواطف الوطنية ما نحمل، ويعملون لتحقيق الأماني القومية ما نعمل
السيد رشيد سليم الخوري - الشاعر القروي - شاعر عربي يقطن مدينة سان باولو في البرازيل، له ثلاثة دواوين شعرية وهي الرشيديات، والقرويات، والأعاصير، في يدنا منها الآن ديوان واحد هو ديوان الأعاصير، والذي يبدو لنا مما قرأناه للسيد ميخائيل نعيمة في كتابه (الغربال) عن السيد رشيد الخوري، ومما قرأناه في مقدمة ديوان الأعاصير للسيد رشيد الخوري نفسه أن ما جاء في ديوان الأعاصير هو أقوى أقسام شعر السيد رشيد الخوري على الإطلاق
لفت نظرنا في ديوان الأعاصير مقدمة الديوان لأنها مكتوبة بقلم صاحب الديوان نفسه خلافا لعادة الشعراء الذين يقدمون دواوينهم بمقدمات مستجداة من أقلام ذوي الشخصيات الأدبية الكبيرة سواء كان ذلك التقديم حق الصديق الوفي لصديق، أم منه كبير يفضل بها على صغير. ولفت نظرنا من تلك المقدمة تلك الخطوط الجميلة التي حدد بها الشاعر القروي مبدأه الوطني تحديدا دقيقا بدت بعده عاطفته الوطنية في قصائده واضحة جميلة مشرقة برغم هذا الضعف البلاغي الذي يبدو واضحا جليا على قصائد هذا الديوان النفيس
وقف الشاعر القروي أمام الأندلس فثارت في نفسه الذكريات فأراد أن يحييها باسم بلاد العرب ولكن كيف يحيها باسم بلاد ترسف بقيود الذل والأستعباد؟ إذن لا بد من الصبر حتى يأذن الله للبلاد العربية بالاستقلال وحينذاك تهدي تحيتها للأندلس كما يهدي الكريم تحيته للكريم
فإذا بغداد عادت كالقديم ... موطن الشعر وديوان العلوم
وإذا رن بها عود النديم ... مرجفا بالحب لعصاب النجوم
ومثيراً لوعة الليل البهيم ... ومديرا أدمع الفجر مداما