واعتمادها على حقها، وهو واثق بقدرته على تحريك شعور الثقة بالنفس والاعتماد على الذات في نفسية الأمة بقصائدها لقوية التي يقذف بها في وجه الضعف والونى بلا شفقة ولا رحمة، وإنك لترى هذا الواثق بنفسه المؤمن بأمته، لا يقيم للفشل في الجهاد وزنا، فهو لا يخاف الفشل لأنه مؤمن بالنجاح، ولهذا فهو يدعو الأمة العربية بحرارة للجهاد في سبيل الحرية جهاداً لا يعتوره الخوف من الفشل ولا تخالطها الخشية من الكلل والملل. ومن حق هذا الشاعر علينا الآن أن نورد له هذه العبارة التي جاءت في مقدمة ديوانه موجهة إلى فريق الضعفاء من الأمة الذين يقفون من المؤمنين موقف اللائم اللاحي
(ليست حمية الشباب هي التي تدفعني إلى هذه الحماسة، ولكنه إحساس بالإرهاق الذي يعانيه وطني المفدى، وما هذه الجمرات المشبوبة حماسة - لو تعلمون - وإنما هي إيمان راسخ) ولا ننسى ونحن نولي هذا الشاعر إعجابنا بقوة عاطفته الوطنية أن نوجه إليه عتبنا لضعفه البلاغي الذي لو تنزه عنه شعره لجاء آيات بينات في القوة معنى ومبنى، ولنسمعه الآن ينشد نشيد المجد.
وإن ناصبتك الحرب دنياك كلها ... وحقك من ليل الحوادث غيهب
فلا تشك فالشكوى احتضار مخيب ... ولن يستحق النور شاك مخيب
بل استل من عالي إبائك مغمدا ... تغلغل فيه من مضائك كهرب
وكافح به صرف الزمان وقل له ... سأبعث فيك الرعب من حيث تهرب
ولنسمعه يخاطب شباب البلاد الناعمين بتوافه اللذات
هبوا الشباب التذاذا بالحياة أما ... في عالم المجد للذات ميدان؟
هذي الليالي التي تقضونها عبثا ... يبكي الإباء عليها وهو خجلان
يا حبذا لو رصدتم من شهودكم ... ساعاً بآي العلا والعز تزدان
إن البلاد إذا ضلت شبيبتها ... فكل آمالها فقد وخسران
وإليكم هذه القطعة الجميلة القوية من قصيدة له نظمها على لسان ثائر دمشقي يودع عروسه قبل الالتحاق بالثورة الكبرى
بلادي تدعوني إلى حومة الوغى ... ودعوتها الغراء أمر مقدس
فإن لم أكن في مطلع الجيش هاجما ... تمور بصيحاتي الأعادي وتوجس