هذا هو رأي علم الاجتماع في الأديان، وقد اهتدى إليه قوم يدرسون المجتمع كما هو، لا يطيرون مع الملائكة، ولا يمتطون أجنحة الخيال، ولا يركبون متن الفرض، ولا يجنبون إزاء الحق، ولا تعميهم المثل العليا عن واقع الحياة. . .
وفي ضوء العلم، وعلى هدي منه، نريد أن نستشف حال الجزيرة العربية قبيل البعثة المحمدية، لنتفهم حالها. . . أجاء الإسلام فصار بها غير ما أحبت، وساقها إلى غير ما هويت، ونقلها من حال كانت فيها، إلى حال لم تكن تريدها، أم أن تيار الحوادث؛ كان ينبئ بما سيتمخض عنه الغد، وما سيحمله المستقبل، وما ستأتي به الليالي في قابلها القريب أو البعيد؟. . .