فهي تغرب فيه كل مساء. ولك أن تصدق ما أقول لأني أرى ذلك بعيني كل يوم
وكان بيننا هندي من عبدة الشمس فقاطعه قائلا - يدهشني أن أسمع شخصا عاقلا مثلك يهذي بهذا الكلام. كيف يجوز أن تغطس كرة من النار في الماء دون أن تنطفئ. أن الشمس ليست كرة من النار قطعا وإنما هي الإله المعروف باسم (ديفا) الذي يركب عربته ويدور بها باستمرار حول جبل فيدو الذهبي ويحدث في بعض الأحيان أن تهجم عليه الحيتان اللعينتان (راجو) و (كيتو) وتبتلعانه فيسود الأرض الظلام. فينصرف الكهنة إلى الصلاة لخلاص الإله يلبث أن تقذفه الحيتان ويبدد ضوء الظلام من جديد. أن الأغبياء الجهلة من أمثالك الذين لم يبرحوا جزيرتهم قط، هم الذين يعتقون أن الشمس لا تضيء إلا بلادهم وحدها فقط. وهنا انبرى للهندي ربان سفينة مصري كان معنا وقال له أنك مخطئ أيضا. إن الشمس ليست إلها ولا هي تدور حول الهند وجبلها الذهبي فقط. لقد طفت أنا في مختلف البحار ومررت بجميع البلاد وكنت أرى الشمس في كل مكان. فهي لا تدور حول جبل معين ولكنها تشرق من أقصى الشرق وراء جزر اليابان وتغرب من أقصى الغرب وراء الجزر البريطانية. وكان المصري يرغب في مواصلة حديثه لولا أن قاطعه بحار إنجليزي من سفينتنا بقوله - ما من بلد تعرف عن الشمس وحركتها اليومية أكثر من بلاد الإنجليز. فنحن معشر الإنجليز نعرف أن الشمس لا تشرق من أي مكان وإنما هي تدور حول الأرض باستمرار. وكل من معي في هذه السفينة يمكنه أن يؤكد لكم هذه الحقيقة. فلقد طفنا بجميع أطراف العالم ومع ذلك لم نصطدم يوما بالشمس في أي مكان. بل كنا أنى اتجهنا نجدها تشرق في الصباح وتغرب في المساء كما هو شأنها هنا في هذه الجزيرة. قال البحار هذا وألتقط عصا وأخذ يرسم على الرمل أشكالا يشرح بها حركة الشمس في قبة السماء ولكنه لم يستطع أن يوفي الشرح حقه فألتفت إلى ربان السفينة الإنجليزي وقال - إن هذا السيد يعرف عن الشمس أكثر مني وهو يشرح لكم أمرها. وكان الربان طيلة الوقت ساكناً يصغي إلى ما يقال فلما طلب إليه البحار أن يتكلم واتجهت إليه الأنظار تنحنح وقال - الواقع أنكم تضللون بعضكم بعض وجميعكم مخطئون. إن الشمس لا تدور حول الأرض وإنما الأرض هي التي تدور حول الشمس وهي تدور في الوقت نفسه حول نفسها مرة كل يوم وبذلك يتعرض كل بلد على سطحها لضوء الشمس على التعاقب. فمخطئ من يقول أن