الأزهر الذي كان يقضي بالحق في خصومات الدنيا ومشاكلها قد جاءت عليه قضية لا حكم فيها إلا الله (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم). أما والذي نفسي بيده لئن تكن نوايا خبثت بمنبع الدين فإن الله خير الماكرين. (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك، كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) إن قضية الأزهر معلومة مفهومة، وكل مسلم مطالب بالنظر فيها وعلى رأس الجميع ملوك الإسلام. فقد بدت ظاهره استهانة واستهتار؛ تنذر بسوء المصير وعندئذ فستغل كل عنق في الأرض ربقة إثم لا قبل له باحتمالها ولا سيما ولاة الأمور جميعا يوم يقوم الناس لرب العالمين:
فلا تحمل ذنبي وأنت ضعيفة ... فحمل دمي يوم الحساب ثقيل