جواب ما يقولون ولكنهم يسألون! ألا فليعلموا - إن لم يكونوا يعلمون - أن أقطار العروبة والإسلام كلها بلاد واحدة، لا يفرق بينها ولا يمنعها من التوحد المنشود إلا وسائل الاستعمار ودسائسه، وأنه لا يمكن الجمع بين الاعتداء على أي منها وبين صداقة غيره من سائرها، فإن ظلوا على إيثار الأول فإنا نرد إليهم صداقتهم التي بلونها كثيرا فلم نجد فيها نفعا.
مسرحية (في إحدى الضواحي):
نحن الآن أمام لون جديد من الفن على المسرح المصري الذي اعتاد الهزات الانفعالية التي تعتمد على المفاجآت المفتعلة لإحداث التأثير في الجمهور؛ وقد اعتاد هذا الجمهور أن يشاهد ويتأثر بحواسه دون أن يجشم فكره أي مجهود. نحن الآن أمام مسرحية (في إحدى الضواحي) التي قدمتها في الأسبوع الماضي فرقة المسرح المصري الحديث على مسرح حديقة الأزبكية، وهي مسرحية إنجليزية من تأليف ج. ب. بريستلي وترجمة الأستاذ حسن وهبي، وإخراج الأستاذ زكي طليمات. هي قطعة من الحياة تبدو هادئة هدوء الضواحي، ولكن هذا الهدوء لا يلبث أن يتبين انه يستقر على بركان. . ويتبين ذلك في هدوء أيضاً برغام البركان. .
تعيش الأسرة في إحدى الضواحي عيشة ريفية هادئة في سعة من العيش، ورب الأسرة (جورج رادفورن) يبدو راضيا بهذه الحياة، متلهيا بزراعة الخضر في حديقته، يقضي أوقات فراغه بالاستماع إلى الراديون ويقطع بعضها بقراءة الروايات البوليسية، ويسافر أحيانا إلى بعض البلاد لأعمال تتعلق بتجارته في الورق؛ والزوجة (مسز رادفورن) امرأة بيت لا تشغل نفسها بغير شؤون المنزل؛ ولكن هذه الحياة لا تعجب ابنتهما (إلسي) التي تصف أباها بالغباء وتسقط على حياة الريف وتتطلع إلى الاتصال بالحياة في خارج هذه الضاحية، ويوافقها على ذلك زوج خالتها (برنارد بكسلي) وهو رجل لا عمل له يدعي أنه رحالة مغامر، وقد نزل هو وزوجته على هذه الأسرة ضيفين ثقيلين همهما الاحتيال على أخذ المال من (رادفورن) بصفة قرون. ويتقدم لخطبة إلسي الشاب (هارولد) الذي يخدع الفتاة بالحب وإنما هو يطمع في مال أبيها إذ يطلب منه بعض المال ليؤسس به عملا، ويضيق (رادفورن) بهؤلاء الطامعين ويؤخر الحديث في مطالبهم إلى ما بعد العشاء، ويجلس الجميع إلى المائدة، ولا يمهلهم الرجل (رادفورن) إلى أن يتموا عشاءهم فيفاجئهم