الغربية منذ ألف سنة فلا عجب أن ينال مقترحي من معالي وزير المعارف ما يستحقه من العناية والله ولي التوفيق
قسطندي رزق
الجواهري يطرد من لبنان
لا أظن أحدا في البلاد العربية لا يعرف شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري هذا الشاعر الذي يقول فيه المرحوم الرصافي:
بك الشعر لا بي أصبح اليوم زاهرا ... وقد كنت قبل اليوم مثلك شاعرا
فأنت الذي ألقت مقاليد أمرها ... إليك القوافي شردا ونوافرا
هذا الشاعر الذي يعطيك صورة صادقة للعراق السياسي والاجتماعي في الثلاثين سنة الأخيرة بما يتاح لك أن تقرأه من دواوينه المتعددة، ويهزك بقصائده عن سوريا ولبنان ومصر وفلسطين وسائر البلاد العربية بل هو أكبر داعية لمصائف لبنان وصيف لبنان الجميل في قصائده الكثيرة وهو القائل في (زحلة):
يوم من العمر في واديك معدود ... مستوحشات به أيامي السود
وفي شاغور حمانا:
شاغور حمانا ولم ير جنة ... من لم يشاهد مرة حمانا
وفي (بكفية):
أرجعي ما استطعت لي من شباب ... يا سهولا تدثرت بالهضاب
وهو الشاعر العراقي الوحيد الذي استقبل رئيس جمهورية لبنان الحالي بقصيدة رائعة عند زيارته العراق قبل سنوات. . وبعد هذا ينذر الجواهري بمغادرة لبنان في ظرف أربع وعشرين ساعة!! لماذا؟ لأنه ألقى قصيدة في تأبين عبد الحميد كرمي الذي توفي أخيرا. وقد استقبل أدباء لبنان هذه القصيدة بما يستحقه شاعر العراق وأضافوا إلى تقديرهم الشاعر في كل مناسبة يزور بها لبنان تقديرا آخر
هذا إجراء آلمني لأنه بادرة خطيرة إزاء حرية الفكر والشعور، وحينئذ لا يأمن أديب أو شاعر على نفسه في أي بلد عربي ما لم يسكت على مضض أو يؤمن برسالة الاستعمار.