الجيبون. وإنا نشك في أن هذا النوع الذي ذكرناه قد يكون أصل قردة الأوليجوسين والميوسين والأنواع التي يطلق عليها اسم الجيبون.
وقد وجد الباحثون هيكل قردين آخرين: الأول صغير الحجم (وقد وجدا بالقرب من الفيوم) يظن أنه قد تفرع عن أصل قردة الجيبون وقردة الدنيا القديمة. وفي هذا النوع الذي وجدوه نلتمس القرابة والتشابه المحسوس مع قردة الأيوسين. أما الهيكل الثاني فإنه لقرد صغير يظن أنه من حلقات تطور القردة الأولى.
وإن منطقة الفيوم هذه قد أعطتنا فكرة عن قردة الدنيا القديمة وتطورها في عصر الوليجوسين، وهذه الفكرة تكفينا لنعرف أننا نتقرب في بحثنا ونتعمق في عصر من الدرجة الأولى لتطور أنواع القردة إلى عصرنا هذا الذي تختلف فيه أنواع القردة الأولى، ولو أن كليهما من عنصر واحد وتركيب واحد.
وقد أمكننا من بحثنا في صخور الأوليجوسين أن نعرف ونرى بوضوح تام أنه لم يوجد في ذلك العصر أي نوع من الأنواع الإنسانية أو القردة، بل وجد أصل كل تلك الأجناس العظيمة.
ولم نكن نريد أن نتعمق أكثر من هذا في بحثنا ونصل فيه إلى عصر سحيق متناه في القدم يمثله العصر المعروف باسم عصر الأيوسين، إلا أننا علمنا أن العلامة الكبير الأستاذ ف. وود جونز وهو من عباقرة هذا العصر يصرح بأنه يؤيد أصحاب النظرية التي تقول إن الإنسان قد تفرع من شجرة الأجناس وابتعد عن باقيها من عصر الأيوسين حينما أخذت ذوات الثدي تعدل من شكلها ويتخذ كل منها له صفات ومميزات تميزه من غيره.
لذلك نقول إنه قد وجد في طبقات عصر الأيوسين وبخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا متحجرات لأنواع كثيرة جداً من ذوات الثدي البائدة وكلها صغيرة الحجم. وقد وجد ضمنها نوع يشابه القردة التي أطلق عليها اسم وهذا النوع قد باد ولم يبق ما يماثله الآن سوى نوع واحد يعيش في غابات الملايو سريع الحركة براق العينين واسعهما لا يظهر إلا بالليل ويطلق عليه اسم
ويعتقد الأستاذ وود جونز أننا في بحثنا هذا سوف نجد حتماً سلسلة متتابعة من الهياكل المتحجرة التي تثبت لنا أن أصل الإنسان يرجع إلى سلف من أسلاف هذا النوع وبذلك