يلومونني في اشتراء النخيل ... أهلي فكلهم يعذل
رأين الغواني الشيب لاح بعارض ... فأعرضن عني بالخدود النواضر
نصروك قومي فاعتززت بنصرهم ... ولو أنهم خذلوك كنت ذليلا
فأدركنه خالاته فخذلته ... ألا إن عرق السوء لا بد مدرك
نسيا حاتم وأوس لدن فأ ... ضنت عطاياك يا ابن عبد العزيز
وأحقرهم وأهونهم عليه ... وإن كانا له نسب وخير
تولى قتال المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مبعد وحميم
إلى غير ذلك من الشواهد التي تقطع بصحة تلك اللغة
هذا وقد اتفق النحويون على صحة هذا التركيب إذا جعلت الفعل مسندا إلى المتصل به - من الألف والواو والنون - وجعلت الظاهر بدلا من الضمير أو مبتدأ - والخبر مقدما - والى ذلك يشير ابن مالك بقوله:
وقد يقال سعدا وسعدوا ... والفعل للظاهر بعد مسند
فمعنى البيت انه فقد يؤتى في الفعل بعلامة تدل على التثنية أو الجمع إذا أسند إلى اسم ظاهر مثنى أو مجموع وهذا قليل. وإنما يكون كذلك إذا أسندت الفعل إلى الظاهر؛ وأما إذا أسندته إلى المتصل به - من الألف والواو والنون - فلا يكون ذلك قليلا
فعلى هذا وسواء اعتبرنا لغة (أكلوني البراغيث) لغة صحيحة أم ضعيفة فالتركيب صحيح فصيح لا غبار عليه ولا مانع من استعماله خصوصا وأن في استعماله تيسيرا كبيرا لقواعد اللغة العربية
أحمد مختار عمر
الطالب بمعهد القاهرة الديني الثانوي
من حديث الشعر
قرأت مقال (من حديث الشعر) المنشور في العدد (٩٢٣) من مجلة الرسالة، ولقد كان الأولى أن يكون كتابا خاصا لأستاذ الجامعة المذكور، لا أن يطلع به كاتبه على قراء الرسالة فيقتضي منهم وقتا وجهدا ثم لا يظفرون من بطائل. وأشهد لقد حاولت أن أخرج