لا يثور المجد في أعراقها ... أمة تغدو على النوح وتمسي
يخطب المدفع في محفلها ... طاهر الألفاظ معسول التأسي
خاب من شيد حريته ... دون أن يدعم ركنيها برمس
مهروها أنفسا غالية ... لا بأحلام وأقلام وطرس
وخذ هذه القطعة القوية التي يوجهها إلى الشباب هذا التوجيه القوي الجميل المحبب
يا دماء الشباب ما أنت إلا ... ذائب الطيب يا دماء الشباب
لا تضني على الحراب وإن آذ ... تك بل عطري رءوس الحراب
املئيها شذا كما يملأ الورد ... يد الجارحيه بالأطياب
قطرة منك بسمة في فم الرفق ... وسوط على يد القرضاب
كم سياج من الحديد تقضي ... وسياج باق من الآداب
وأما الشيخ سليمان التاجي الفاروقي فهو شاعر فلسطيني مقل ولكن قليله قوي صادع كانت تتفجر به عواطفه المكبوتة بعد الدستور العثماني تفجرا قويا عنيفا. وقد وقعت في يدنا إحدى صوادعه وهي التي كان قد أنشدها في الآستانة في أواخر الحرب العالمية الأولى فكانت نفثة تنم عما تستشعره نفسه المرتمضة وتحس به عواطفه المتألمة. وإليكم هذه القطعة القوية من هذه القصيدة العامرة:
بيد أنا بعد ما قد نالنا ... لا يرى اليأس إلينا مذهبا
نحن للحرب خلقنا وبنا ... يضرب الأمثال من قد ضربا
عدة الناشئ منا سيفه ... وفؤاد منه أمضى مضربا
إن للعرب لجيشا إن مشى ... زلزل الشرق وراع المغربا
تسجد الأحكام إجلالا له ... ويدك الأرض دكا والربى
كتب النصر على راياته ... كيف والله الذي قد كتبا
أيها الطامع في إذلالنا ... إن من دون مناك الشهبا
قد أبى الله لنا إذلالنا ... كيف ترجو أنت ما الله أبى
الشيخ إبراهيم الدباغ رحمه الله: شاعر فلسطيني عاش في مصر منذ حداثته؛ قد اتصل بالحركة الوطنية في مصر وساهم في خدمتها عن طريق الصحافة والسياسة، انتسب