للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المشرق والمغرب، ويعرض مراحل هذه العصور الغامضة في وضوح ودقة؛ ويخصص عدة فصول قيمة للأدب البيزنطي، والأدب العبري في العصور الوسطى، ثم يتبسط في الكلام على الأدب اللاتيني فيخصه بنحو مائة وخمسين صفحة من الألف التي يضمها هذا الجزء؛ ومما يلفت النظر في هذا الجزء بنوع خاص أن المؤلف يفيض في تاريخ الآداب الجرمانية والسكسونية الشمالية القديمة التي قلما يعنى الباحثون بأمرها. وقد عني الأستاذ برامبوليني فوق ذلك بأن يزين موسوعته بطائفة عظيمة من الصور والنقوش الهامة تزيد في رونقها وطلاوتها.

وكان لصدور هذه الموسوعة الأدبية الشاسعة وقع عظيم في الدوائر العلمية الإيطالية والأجنبية، خصوصاُ وأن مؤلفها ما يزال شاباً معدوداً من الكتاب الشبان، ومع ذلك فقد أبدى في إخراج مؤلفه سعة في البحث والتحقيق قلما يضطلع بها الشيوخ؛ وتعتبر الدوائر العلمية أن هذه الموسوعة من أقيم ما ظهر حتى الآن في تاريخ الآداب العام، وترجو أن يوفق مؤلفها إلى إتمامها حتى عصرنا، لتغدو مرجعاً بديعاً لمراحل التفكير الإنساني.

كتاب عن حياة العذراء

صدر أخيراً كتاب للكاتبة الإنكليزية ماري بوردن عن حياة السيدة مريم العذراء بعنوان (ماري النصرانية)، فأثار ظهوره ضجة كبيرة في دوائر الأدب. ذلك لأن الكاتبة تعالج حياة العذراء من ناحية إنسانية ومنزلية محضة، وتعرض بأسلوب مؤثر قصة حبها الأموي؛ وتدلل الكاتبة على معرفة دقيقة بفلسطين والحياة اليهودية، ومواطن المسيح، وحياته الأولى؛ وتصور لنا (ماري) (السيدة مريم) هائمة بحب ولدها متعلقة به، جزعة على انفصاله، مرتابة في صحة رسالته إلى ما قبل الخاتمة المفجعة. وتقول لنا إنها استندت في تصوير هذه الحياة المؤثرة إلى الكتب المقدسة، وبخاصة إلى العهدين القديم والجديد، والى أقوال السيد المسيح، والى كتب الصلاة العبرية والتلمود وغيرها، ثم إلى بعض الكتب التاريخية التي تلقي ضياء على هذا العصر؛ ثم تقول لنا إنها اضطرت منذ البداية أن تخوض ذلك الجدل الخالد الذي يتعلق بأسرة المسيح، والذي لبث مدى قرون يثير بين أحبار الكنيسة أشد الخصومات.

وكتاب السيدة ماري بوردن يعتبر في معنى من المعاني قريناً لكتاب المؤرخ الفرنسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>