(رينان) عن حياة المسيح؛ فقد أثار كتاب رينان يوم ظهوره ضجة عظيمة، ونال من الدوائر العلمية أعظم تقدير، لأنه مؤلفه استطاع أن يتبسط بجرأة وقوة في شرح الجانب الإنساني من حياة المسيح؛ وهذا ما فعلته ماري بوردن في بسط حياة العذراء.
هنري بوردو يدافع عن فيوليت نوزيير
حكم القضاء الفرنسي أخيراً بالإعدام على فيوليت نوزيير، وهي الفتاة التي قتلت أباها وشرعت في قتل أمها بالسم لكي ترث مالهما، فاستقبل الرأي العام هذا الحكم بالرضى، ولكن هنري بوردو الكاتب الكبير وعضو الأكاديمية الفرنسية - وهو محام قديم - حمل على هذا الحكم، وأنشأ في دفاع فيوليت نوزيير فصلاً بديعاً قال إنه يصور دفاعه كمحام عن هذه الفتاة القاتلة لو أنه دعي للدفاع عنها. ومما جاء في هذا الفصل:(لقد كان فيما مضى في هذه القاعة شخص كانت تغلبه الرحمة؛ وقد حمل هذا الشخص وألقي به واختفى في مكان لا نعرفه، في بعض زوايا هذا القصر - قصر العدالة، ولقد كان يحمل الشقاء الإنساني مهما بلغ، وكان يدعو إليه كل بائس وكل مذنب، ويعاونهم على حمل مصائبهم أو جرائمهم. ولكن فيوليت نوزيير لم تعرفه، ولم يرشدها إليه إنسان؛ وقد حرمت من كل شئ حتى من وجود الإله.
أتجرءون الآن إذاً أيها السادة المحلفون أن تنزعوا منها الحياة؟ إن الحياة هي كل ما تبقى لها، أتجرءون على نسيان أولئك الذين خلقوا هذا الوحش ورعوه؟ أتجرءون أن تنتزعوه من أصوله، ومن محيطه، ومن شركائه، فتحكموا بالإعدام على هذه الطفلة التي لم تجاوز التاسعة عشرة، والتي اتهمت بأشنع الجرائم؟ ارجعوا إذاً إلى منازلكم، وتأملوا أولادكم، واسألوا أنفسكم ماذا عسى يصيروا إليه إذا رفعتم عنهم رقابتكم وحبكم، وإذا حرمتموهم من الشفقة الإنسانية، وإذا حرمتموهم من معرفة الله. . .).
رسائل جديدة لشاتوبريان
عرضت أخيراً للبيع ضمن مجموعة ثمينة من الكتب والمخطوطات النادرة، عدة رسائل خطية لشاتوبريان الكاتب الفرنسي الأشهر، وهي الرسائل التي كتبها إلى مدام كوستين، بين سنتي ١٨٠٤ و١٨٠٦، أثناء رحلته في المشرق، ثم سنتي ١٨٢١ و١٨٢٣؛ وقد بيعت هذه