للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنا نعيش في منزل كبير بالريف وقد مضى على زواجنا عام واحد. . وكانت تحوطه الأشجار من كل جانب. وفي نهاية الحديقة تجد بحيرتين واسعتين مليئتين بالأعشاب المائية وبينهما كوخ صغير بناه زوجي لاستعماله عند صيد البط

وبالإضافة إلى خدم المنزل، كان يعيش معنا حارس مخلص لزوجي كل الإخلاص تابع له غدواته وروحاته، ووصيفة لي تحبني وأحبها كالأصدقاء، كنت قد أحضرتها معي من إسبانيا ورغم أنها كانت في السادسة عشرة من عمرها إلا أن الناظر إليها يحسبها في العشرين. . .

وبدأ في الخريف موسم الصيد. فكنا أحيانا نصطاد في ضيعتنا وأحيانا في ضيعة جيراننا. . وكان البرون دو - على الأخص موضع اهتمامي. . فلما انقطعت زياراته لنا فجأة انقطعت عن التفكير فيه. . غير أني بدأت ألاحظ منذ ذلك الحين تغيرا طرأ على علاقة زوجي بي فقد بدأ لي غامضا تنتابه الهواجس ولم يقبلني. . ورغم أنه لم يعد يدخل إلي في حجرتي الخاصة إلا أنني كنت أسمع أثناء الليل خطوات مسترقة تقف عند باب الحجرة بضع دقائق ثم تعود أدراجها. . وكنت أسمع وقع أقدام في الحديقة ليلا تذهب وتجيء تحت نافذة حجرتي فلما سألت زوجي عنها نظر إلي نظرة طويلة ثم قال: لا شيء. . لا شيء. . لا بد أنه الحارس.

وفي إحدى الأمسيات - بعد أن انتهينا من العشاء - بدأ زوجي في اضطراب نفسي شديد. . وإذا به يسألني بغتة: هلا خرجت معي إلى الضيعة نصطاد ثعلبا اعتاد غشيتها كل ليلة؟

ودهشت لسؤاله وترددت، غير أنه كان ينظر إلي في إلحاح شديد فأجبته أخيرا بالطبع يا عزيزي. .

وأرى لزاما على أن أخبرك أنني كنت أصطاد الثعالب كالرجال. . فلم يكن هناك ما هو غير عادي في سؤاله. لكنه ضل طيلة المساء يقطع الردهة في خطوات قلقة وقد بدا على وجهه الهم. .

وفي العاشر سألني فجأة: هل أنت مستعدة؟ فأجبته بالإيجاب وخرجت معه.

وسألته. أأضع في بندقيتي الرصاص أم (الخراطيش)؟ فحملق في دهشا بعض الوقت ثم قال: فلتستعملي (الخراطيش) ففيها الكفاية. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>