للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أضاف في لهجة غريبة. ما أبردك!

فضحكت قائلة: ما أبردني!؟ وما حاجتي إلى البرودة في صيد ثعلب؟ ما هذا الذي يشغل فكرك يا عزيزي؟

واخترقنا الحديقة في سكون حتى وصلنا إلى حافة البحيرتين فوقفنا أمام الكوخ الذي علينا أن ننتظر في قدوم الثعلب. . وسألني زوجي أن أدخل أولا. . . ثم أحدث فجأة صوتا ببندقيته أرعبني. . . ورآني أرتعش. . .

وسمعته يقول: يكفي هذا الاختبار. . . باستطاعتك الرجوع. . . فدهشت كل الدهشة وقلت له: أنني لم أحضر هنا كي أرجع ثانية ما أغربك الليلة!

قال: كما تشائين. . .

وانتظرنا نصف ساعة دون حراك ولم نسمع للثعلب صوتا فسألت زوجي هامسة: أمتأكد أنت أنه يأتي من هذا الطريق؟

فبدا عليه الرعب من قولي هذا وأجاب: أجل. . . متأكد تماما.

وحفنا السكون ثانية مدة طويلة. . . وإذا بزوجي يمسك بذراعي فجأة ويقول: أترينه؟ أنه هناك. . . تحت الأشجار.

ونظرت جاهدة فلم أتبين شيئا. . . وجعل زوجي يراقبني وأنا أنظر. . . ثم بدأ يعد يندقيته وبدأت أحذو حذوه. . وفجأة، وعلى بعد ثلاثين خطوة رأيت رجلا يبرز في ضوء القمر متسللا وقد حنا جسمه كأنما يفر من شيء. . .

وأصابني الفزع فصدرت عني صرخة عالية. . . وقبل أن أستطيع حراكا سمعت صوتا مدويا ورأيت الرجل يسقط على الأرض كالذئب وقد اخترقته الرصاصة.

وجن جنوني فبدأت أصرخ. . . وامسكني زوجي بقسوة من رقبتي ورماني على الأرض ثم جرني نحو الجثة الراقدة على الحشائش وألقاني عليها بقوة كأنما يريد أن يكسر رأسي. . . لقد كان ينوي قتلي. . . لكنه ما أن رفع حذاءه كي يحطم به وجهي حتى ذراعين يحوطانه ويلقيان به على الأرض.

ووقفت بسرعة. . . وإذا بي أرى وصيفتي وهي تنهش زوجي بأسنانها كالهرة وتمزق وجهه ولحيته بأظافرها. . . ثم رأيتها فتحول عنه فجأة إلى الرجل القتيل وبدأت تقبل

<<  <  ج:
ص:  >  >>