الأعظم ابن رشد تحت رعاية الإمبراطور فردريك الثاني الذي اتصل بالعالم الإسلامي في حروبه الصليبية ومهر في اللغة العربية واستخفه الإعجاب بفلسفتها فتاق لنقل تراثهم إلى اللاتينية والعبرية وعلى هذا النحو عرفت أوربا فلسفة أرسطو منقولة إلى اللاتينية عن كتب شراحه ومفسريه من المسلمين وفي مقدمتهم أستاذهم الفارابي. وهكذا تجد أبا نصر يدخل أوربا في فجر يقظتها فما أن فتحت عينها إلى فلسفة العرب وحضارة الإسلام وما أن مدت يديها لتقتبس من أنوار الشرق إلا وجدت الفارابي أبا الفلاسفة الإسلاميين يشق طريقه إلى بلادها يحيط به تلامذته الذين أتوا بعده فساروا على هداه وفهموا الفلسفة كما لقنهم إياها المعلم الثاني مقتبسا وجها عن المعلم الأول أرسطو. وقد قال الأستاذ مصطفى عبد الرزاق والفارابي من خير المفسرين لكتب أرسطو خصوصا المنطق وأثره في هذا الباب هو الذي جعله يستحق التلقيب بالمعلم الثاني إذ كان أرسطو هو الأول هذا هو رأي بعض المؤرخين في الفارابي ومنهم (كارادفو) فترى كل من ذكر الفارابي عرف له فضله في شرحه لفلسفة أرسطو. قال الدكتور حسن إبراهيم حسن في كتابه (تاريخ الإسلام السياسي والثقافي والاجتماعي) وترجع شهرة الفارابي إلى شروحه الكثيرة على مؤلفات أرسطو حيث لقب بالمعلم الثاني تميزا له عن أرسطو الذي لقب المعلم الأول وقال (كارادفو في دائرة المعارف الإسلامية وقد اشتهر الفارابي كشارح لفلسفة أرسطو وقد شرح كتبا لليونان في ما وراء الطبيعة والفلسفة والعلم ولم يقتصر على شرح كتب اليونانيين بل ألف كتبا كثيرة مستقلة.