أوربا أن الفضل في الشروع في ترجمة كتب الفلسفة العربية في أوربا إلى اللغة اللاتينية كان لرئيس أساقفة طليطلة (مونسنيور دريموند) فان هذا الأسقف أنشأ في طليطلة من سنة ١١٣٠م إلى سنة ١١٥٠م دائرة لترجمة الكتب العربية الفلسفية أخصها كتب ابن سينا إذ لم تكن كتب ابن رشد اشتهرت بعد. أما الكتب العربية الطبية والفلكية والرياضية وقد كان سبقه إليها كثيرون مثل قسطنطين الأفريقي وجربرت وأفلاطون دي تريغولي وقد جعل هذا الأسقف (الأرشيد باكردومينيك كوند بسالفي) رئيسا لدائرة الترجمة وكانت هذه الدوائر مؤلفة من مترجمين من اليهود أشهرهم يوحنا الإشبيلي فأخرجت إلى اللغة اللاتينية كثيرا من مؤلفات ابن سينا؛ وبعد بضع سنوات ترجم (جرار دي كريمونا) و (الفريد دي مولاي) بعض كتب لأبي نصر الفارابي والكندي وبذلك كانت أوربا مدينة لأسقف طليطلة بإدخال فلسفة العرب إليها على يد واحد من كبار الدين) ويحدثنا الدكتور توفيق الطويل مدرس الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فاروق بمصر فيقول أن العالم الأوربي جهل تراث أرسطو منذ بداية المسيحية بل انصرف عن دراسته باعتباره طبيعيا ملحدا وإن سلم بما عرف من مباحثه في المنطق منذ القرن الخامس والسادس للميلاد، ولبث العالم الأوربي على هذا حتى أقبل القرن الثاني عشر وانتقل إليه تراث أرسطو في الطبيعة والأخلاق والميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة) وعلم النفس وذلك حين اجتاحت قوات ألفونس السادس - أمير قشتالة - مدينة طليطلة عام ١٠٨٥م وسرعان ما اصطبغ بلاطه المسيحي اسما بالثقافة الإسلامية فأعلن نفسه إمبراطور العقيدتين وحج إلى طليطلة طلاب العلم من كل أنحاء أوربا وأضحت طليطلة للترجمة من اللغات الشرقية كما يقول تراند) في مقاله عن إسبانيا والبرتغال في كتاب (تراث الإسلام) وراحت مكتبة مسجد طليطلة مثابة للعلماء فيما يقول إبرنست باركر) في مقاله عن الحروب الصليبية في كتاب (تراث الإسلام) ولقد أنشأ (ريموند كبير أساقفه المدينة بين سنتي (١١٣٠ - ١١٥٠م) ديوانا لترجمة الكتب العربية الفلسفية على يد مترجمين من اليهود وأمر رئيس الشمامسة (دومنيك جنديز الفس أرشيدوق سيجوفيا و (يوحنا أفنديث الإشبيلي بترجمة التراث الفلسفي الإسلامي ولا سيما ما خلفه ابن سينا ثم تكفل الديوان بعد هذا بترجمة الفارابي والكندي. وفي النصف الأول من القرن الثالث عشر تولى (ميخائيل الإيقوصي ومن حذا حذوه ترجمة تراث الشارح