يتفوهون باسمه مثلا، وهم يقسمون البشر. إلى يهود وهم الشعب المختار، وجويهيم من عداهم من البشر، ومعنى جويهيم الكفرة والوثنيون والأنجاس والحيوانات، وتترجم أحيانا في العربية كلمة الأمميين، وقد عثرت لها على لفظ قرآني ليته يشتهر ليغنينا في ترجمة إذ جاء في سورة آل عمران في بيان عدم اعتراف اليهود لغيرهم من الناس بأي حرمة (ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل) أي أنهم غير ملتزمين بأي شريعة في معاملة غيرهم، فلهم قتل غير اليهودي وسرقت ماله وانتهاك عرضه، ولا جناح عليهم في ذلك عند إلههم (يهوه) كما كانوا يعتقدون، وكما لا يزالون يعتقدون إلى اليوم فالأمر إنكار كل حرمة، لا الاعتراف بها والتعدي عليها.
واعتذر عن سلسلة هذه الحقائق الكثيرة كلها في هذا الإيجاز الذي قد يجعل بعضها غامضا، فأكثر هذه الحقائق رءوس موضوعات، أو قواعد في حاجة إلى مثال بل أمثلة، وكل واحدة منها لا يجليها إلا مقال كامل، وقد أشرت إشارة قصيرة إلى المنهج الأدبي الذي أراه أنسب المناهج لدراسة هؤلاء الأبطال وعقد المقارنات بين صورة كل بطل في القرآن وصورته في العهد القديم وأعني به فن التراجم، فالمنهج الذي يغني هنا هو المنهج البيوجرافي الذي يهتم برسم الصور لا سرد السير، وإبراز (التركيبة) حية كاملة كما فعل بلوتارك في كتابه (العظماء) والعقاد في (عبقرياته) دون الاستغراق في الأجزاء التي تتركب منها (التركيبة) على طريقة العلماء المحققين من المؤرخين، ولو استوعبت كل جزء.
ولن يفوتني أن أهدي هذا المفتاح المتواضع لمن يتقدم إلى فتح باب هذا الموضوع الطريف، ولن أعفي نفسي من استعماله مرات في مقالات ستأتي إن شاء الله وعذري في إيجاز المقال ضيق المجال.