هنالك في أقصى شرق القارة الآسيوية تقع الجزائر اليابانية أو أرض الشمس المشرقة وفي مواجهة هذه الجزائر تقع شبه جزيرة كوريا وهي مفتاح القارة الآسيوية ولا تستطيع أية حكومة يابانية أن تطمئن على نفسها إلا إذا كان هذا المفتاح في يده أو في جيبها فإن من يملك كوريا يهدد اليابان.
وفضلا عن هذا الموقع الحربي الهام فإن كوريا تتمتع بثروة اقتصادية: زراعية ومعدنية عظيمة كانت اليابان في أشد الحاجة إليها، فهي تنتج كميات وافرة من الأرز والشعير وفول الصويا والتبغ والقطن كما تزرع أشجار التوت وتربي الماشية، وثروتها المعدنية عظيمة ففيها مناجم الذهب والحديد والفحم والجرافيت.
ومن أجل هذه العوامل مجتمعة تطلعت اليابان إلى الاستيلاء عليها مما أدى إلى قيام حروب أهمها: الحرب الصينية اليابانية والحرب الروسية اليابانية.
الحرب الصينية - اليابانية ١٨٩٤
ظلت اليابان دولة متأخرة حتى إذا كان منتصف القرن التاسع عشر استيقظت من نومها فزعة على أصوات المدافع الأمريكية والإنجليزية لترى مدى تأخرها وضعفها، فهبت من رقادها وقامت تعمل على إدخال المدنية الحديثة في بلادها ولم تمض سنون طويلة حتى كانت اليابان دولة متحضرة قوية تقاتل بأسلحة الغرب وتنافسهم في ميداني العلم والصناعة.
هنا وجدت اليابان نفسها في حاجة إلى توسيع تجارتها وإيجاد أسواق لها ونافست سفنها وتجارتها الأوربيين في الأصقاع المجاورة لها؛ بل إن تجارتها لاقت رواجا أكثر من التجارة الأوربية والأمريكية.
على الشاطئ الآسيوي المقابل وجدت كوريا. كانت كوريا دولة مستقلة وقد سبق أن غزتها اليابان في القرن السادس عشر ولكن تمكن الكوريون بمساعدة الصينيين من طرد اليابانيين واستردت كوريا استقلالها وقد اتفقت الدولتان على تقسيمها إلى منطقتي نفوذ فظلت موضوع تنافس بين الدولتين.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر احتلت التجارة اليابانية في كوريا مكانة أثارت الحقد في نفس الصين مما أدى إلى قيام الحرب بينهما ١٨٩٤. وفي هذه الحرب انتصرت اليابان لأنها كانت تقاتل بالأسلحة الحديثة بينما كان الصينيون من أشد أعداء المدينة