وقد حاولت روسيا إنقاذ الموقف فأرسلت أسطولا من بحر البلطيق فوصل في مايو ١٩٠٥ إلى مياه كوريا حيث حطمه اليابانيون بقيادة الجنرال توجو. وإلى هذا يشير حافظ بك إبراهيم بقوله
وذلك الأسطول ما خطبه ... حتى عراه الفزع الأكبر
ظن به طوجو فأهدى له ... تحية طوجو بها أخبر
تحية من واجد شيق ... أنفاسه من حرها تزفر
فهل درى القيصر في قصره ... ما تعلن الحرب وما تضمر
فكم قتيل بات فوق الثرى ... ينتابه الأظفور والمنسر
وكم جريح باسط كفه ... يدعو أخاه وهو لا يبصر
وكم أسير بات في أسره ... نفسه من حسرة تقطر
وأخيرا تدخلت الولايات المتحدة وطلبت فتح باب المفاوضة للصلح وأمضيت معاهدة بورتموث وبها:
(١) اعترفت روسيا بالنفوذ الياباني في كوريا واعترفت اليابان باستقلالها ولكن في ١٩٠٧ أرغم إمبراطورها على اعتزال عرشه وضمت لليابان.
(٢) قرر الفريقان إخلاء منشوريا وبورت آرثر ولكن تقرر أن تنتقل الحقوق التي نالتها روسيا إلى اليابان.
وهكذا انتهت الحرب.
الحرب الحالية:
ظلت اليابان في تقدمها وأخذ نفوذها يزداد ووقفت بجانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ولكن في الحرب الثانية غيرت خطتها ودخلت الحرب بجانب ألمانيا وإيطاليا وانتهى الأمر بهزيمتها وباحتلالها إذا احتلها الأمريكان ١٩٤٥.
أما كوريا فقد قسمت إلى إقليمين كوريا الشمالية وهذه تدين بالشيوعية وتعتبر منطقة نفوذ روسي، وكوريا الجنوبية وهي تعتبر منطقة نفوذ أمريكية. حاول الشيوعيون ضم كوريا الجنوبية فلم توافق أمريكا واعتبرت هذه عدوانا عليها وهكذا تجددت المأساة؛ فالأمريكان في اليابان يرون الآن ما رأته اليابان منذ نصف قرن وأكثر من أن وجود كوريا في يد