الأدب. وتبلغ الآذان بعض المعاذير من ظروف الحرب وغلاء الورق. . . ولكن ذلك قد طال حتى فقد ما يحمل على تصديقه. . . والداء كله في (سد النفس) وها قد صار الأمل كله مناطا بالحكيم. . .
الشعر في مجلة المصور:
في عدد الأسبوع الماضي من مجلة (المصور) جاء ذكر قصيدة (عندما يأتي المساء) في موضوع من موضوعاتها، فنسب المحرر هذه القصيدة إلى الأستاذ أحمد رامي، وهي من شعر الأستاذ محمود أبو الوفا، ومن أغاني فلم (يحيا الحب) للأستاذ محمد عبد الوهاب، وقد قالها أبو الوفا وغناها عبد الوهاب منذ أكثر من خمسة عشر عاما، وسجلت في (أسطوانة) وكثيرا ما تذاع، ولم تتكرم الإذاعة مرة واحدة فتذكر اسم قائلها ولو على أسلوبها المعروف بمثل قولها (من كلمات فلان!) ثم جاء محرر المصور فرمى الرمية إلى رامي!
وفي عدد هذا الأسبوع من مجلة المصور أيضا (٢٣ مارس سنة ١٩٥١) نشرت كلمة لسعادة عبد الرحمن حقي باشا وكيل وزارة الخارجية إلى جانب صورته بعنوان (أنا) قال سعادة الباشا في هذه الكلمة:
(وإذا سئلت الآن أن ألخص تجاربي في عبارة قصيرة جامعة لم أجد خيرا من البيتين الاثنين علقا بذاكرتي من أيام الصغر، وهما:
أحبب حبيبك هوناً ما ... عسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وابغض بغيضك يوماً ما ... عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
وهكذا كتب الكلام في صورة بيتين من الشعر، ولعل عذر الباشا أن الكلام علق بذاكرته منذ الصغر، فلو كان من محصوله في الكبر لتنبه إلى أنه نثر. . . أضف إلى ذلك أن (ما) في نهاية الفقرات تشبه القافية!
ذلك عذر الباشا. . . فما عذر المجلة ورئيس تحريرها الأستاذ الكبير فكري أباظة باشا الأديب الذي كان ينظم الشعر في صباه؟ أو ليس في دار الهلال مراجع أديب يعرف الكلام المنثور من الموزون، ويضبط الخطأ في ذلك إن جاز على محرر أو سكرتير تحرير؟
إنها سقطة أرجو أن تنبه عليها مجلة المصور لتلافي ما قد يستقر في أذهان قرائها الكثيرين من أن ذلك الكلام شعر.