وبعد فيذكرني ذلك بالأعرابي الذي قام بخطب الناس ليحثهم على الجهاد فقال: أيها الناس، قال الله تعالى:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
صاحت الدجاجة صياح الديك
في يوم من الأسبوع الماضي حفلت قاعة فاروق الأول في نادي نقابة الصحفيين بجمهور كبير أكثره من السيدات والآنسات المطالبات بالحقوق السياسية للمرأة، وذلك لسماع محاضرة الدكتورة درية شفيق في (الثقافة الشعبية كوسيلة للنهضة النسوية) وهي إحدى المحاضرات العامة التي تنظمها الجامعة الشعبية.
تحدثت الدكتورة كثيرا جدا عن مساواة المرأة بالرجل وعن المعركة التي تخوضها المرأة لنيل الحقوق السياسية، وتحدثت قليلا جدا عن أثر الثقافة في النهضة النسوية وهو موضوع المحاضرة. . . فجاءت المحاضرة فرصة لمظاهرة من هذه المظاهرات التي قامت بها أخيرا الأحزاب النسوية في مصر، ولم تحقق شيئا مما يتطلبه الباحث عن ثقافة المرأة المصرية ممثلة في هؤلاء (الزعيمات) وكم أود أن تدلل المرأة العصرية على استحقاقها ما تطالب به بثقافة ممتازة وعمل مجيد.
والذي يهمني الآن من هذه المحاضرة هو ما سادها من اللحن الكثير والخطأ اللغوي الفاحش، حتى خيل أن (كان وإن) وأخواتهما - مثلا - يكدن هن أيضا ينهضن للمطالبة بحقوقهن في رفع المرفوع ونصب المنصوب. . . ويدعوني هذا إلى أن اقترح على الجامعة الشعبية إنشاء قسم خاص بها لتعليم أعضاء الأحزاب النسوية اللغة العربية باعتبارها عنصرا من الثقافة الشعبية.
وأريد أن أعدي عن كل ذلك إلى أمر آخر، أريد أن أغض عن جر المنصوب وفتح المضموم، وعن مثل قول المحاضرة (ماءة في الماءة) لأقف عند ظاهرة أخرى. . . كانت الدكتورة درية شفيق تعبر عن نفسها بالمذكر وترجع ضميره إلى النساء، فقد قالت:(هأنذا) وكانت تعبر عن تعليم الجامعة الشعبية النساء فتقول إنها تعلمهم وتهذبهم بدلا من تعلمهن وتهذبهن! وفشا ذلك كثيرا في المحاضرة حتى وصلت عداوه إلى الأستاذ علي الجمبلاطي المشرف على تنظيم محاضرات الجامعة الشعبية في تعقيبه على المحاضرة. . وتدرك