يجهر به لرأيت ذلك الرضاب يعج عجيبا بالهوام والحشرات التي لا تخفى بنفسها، ولكن أخفاها التدبير الإلهي بأن جعل رتبتها في الوجود وراء النظر الإنساني رحمة من الله بالناس! فأعذب الشعر ما عمل في تجميل الطبيعة، كما تعمل الحواس الحية بسر الحياة، ولهذا المعنى كان الشعراء النوابغ في كل مجتمع هم الحواس لهذا المجتمع)!
وللأستاذ الناصري أخلص الشكر، وأطيب التحيات.
محمود محمد بكر هلال
المدرس بمدرسة سوهاج الأميرية القديمة للبنين
إلى الأستاذ كمال بسيوني
مقالك أيها الأديب عدوان على الشعر وإجحاف بالشعراء، فقد جعلت من سمة الذوق الحي، والفطرة المهذبة، لغة بدائية، النطق بها جمود، والاحتفاء بها تأخر. مع أن العقل المنطبق لا يقول بأسبقية الشعر وهو. مقيد بالوزن، منغم بالقافية على النثر وهو مطلق حر لا يعقله إسار. ولا شك أن الإنسان إذا أراد له الله أن يعلو على الحيوان باللسان كانت ألفاظه كالحب قبل أن ينتظمه العقد، وظل كذلك حتى ارتقى وتهذبت أحاسيسه، ورقت نفسه فزين قوله بالشعر. . . وبدهي أن هناك فرقا واسع الأبعاد بين البدائي وهو يحس بجسمه وأعصابه، والمتحضر وهو يشعر بقلبه وأعماقه. ولقد صدق شوقي حين قال. (أنتم الناس أيها الشعراء).