العربي بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير لفتح بلاد الأندلس وقد مراكش من بلاد الدولة الفاطمية حين تم تأسيسها ومن بلاد المغرب كانت تخرج سفن العرب فتملأ قلوب سكان إيطاليا فزعا ورعبا ثم خضعت للدولة العثمانية واستقلت عنها وقد حافظت على استقلالها حتى أوائل هذا القرن.
الحماية:
في نهاية القرن التاسع عشر انتابت أوربا حمى عنيفة من الاستعمار ووضعت كل من فرنسا وألمانيا عينها على مراكش. وكانت مراكش بلاداً متأخرة وكان سكانها من البربر يتحدون السلطان في عاصمة فاس. وقد بلغ من سطوتهم أن أحد زعمائهم خطف مندوب بريطانيا ١٩٠٦ مما اتخذته الدول دليلا على عجز السلطان عن حماية الأجانب في بلاده وذلك ما اتخذته الدول جميعا سببا للقضاء على حرية الشعوب واستعبادها.
وقد حاولت الدول أن تنشئ علاقات تجارية معها وكانت أسبقها فرنسا، فكانت تستورد منها الليمون والصمغ وجلود الماعز المراكشي الشهيرة ثم أقرضت السلطان دينا وبدأت القصة التي أدت إلى الاحتلال. في ١٩٠٤ عقد الاتفاق الودي بين إنجلترا وفرنسا على أن تطلق إنجلترا يد فرنسا في مراكش وتطاق فرنسا يد إنجلترا في مصر. وفي ١٩٠٥ زار القيصر وليم الثاني إمبراطور ألمانيا ميناء طنجة وألقي خطبة ندد فيها سياسة فرنسا الاستعمارية وأيد استقلال سلطان مراكش للمحافظة على مصالح ألمانيا الاقتصادية ودعا إلى تسوية المسألة في مؤتمر دولي فعارضت فرنسا وكادت المسألة تؤدى إلى حرب.
وقد أجتمع المؤتمر الدولي في الجزيرة ١٩٠٦ ووافقت الدول على استقلال مراكش واتفقت على أن تحافظ على الأمن الداخلي كل من فرنسا وأسبانيا.
وفي ١٩١١عادت ألمانيا فأثارت المشكلة المراكشية من جديد ذلك أن فرنسا احتلت فاس عاصمة مراكش بدعوى المحافظة على النظام فأعلنت ألمانيا أن ذلك خروج على اتفاقية الجزيرة وأرسلت المدعوة (باثر) إلى ميناء أغادير. وتوترت العلاقات بين فرنسا وألمانيا وانضمت إنجلترا إلى فرنسا وكادت الحرب تقوم ولكن ألمانيا قبلت ما عرضته عليها الدول. فقد عوضتها فرنسا عن مطامعها في مراكش ببعض أراضيها في وسط أفريقيا واعترفت ألمانيا بحماية فرنسا لمراكش.