وبكى رجالك وشرد نساؤك وأطفالك، ومازلنا وما زال العالم يذكر ديجول وهو يبكي من دار الإذاعة في لندن على حريتك المسلوبة وعلى شعبك المسكين! أما آن لك أن ترتعي عن غيك وأن تحترمي الحرية وأن تقديسها في غير بلادك. فما يعرف طعم الحرية إلا من ذاق ألم السجن، وما يقدر الصحة إلا مريض عوفي من مرضه خبرينا. ماذا دهاك وماذا صنعت بمراكش؟ وعلى أي أسس ومبادئ أنحت لقائدك جوان فعاث فيها فساداً وبطشا وإرهابا وطعن شعبا وأذل سلطانا؟
ثم طلعت جريدة الايكونومست البريطانية منذ أيام تطلب إلى الحكومة البريطانية بمناسبة الحالة في إيران أن ترسل بوارجها إلى المياه الخليج الفارسي لآن الشعوب الإسلامية لا تخاف إلا بالقوة فكأنما نحن الشرقيين نستهدف لحملة مدبرة من الغربيين. ولعل من الخير لنا أن إذن أن نعرف بلادنا وأن نعمل على جمع كلمتنا وأنى هنا أقدم حديثي الأول عن مراكش.
أين تقع مراكش
هناك في شمال غرب قارة أفريقيا توجد مراكش وهي تطل البحر الأبيض وتشرف على المحيط الأطلنطي وتتكون من سهول ساحلية خصبة تتدرج في الارتفاع في الداخل حتى تنتهي إلى جبال مراكش وبها أنهار قصيرة تصب في البحر الأبيض والمحيط الأطلنطي ومناخها صيفا حار جاف وشتاؤها دافئ ممطرة تتغذى أنهارها صيف على ذوبان الثلوج فوق الجبال.
وفي السهول يشتغل السكان بالزراعة فيزرعون القمح والشعير والخضر والزيتون والفاكهة. وعى الحشائش تربى الأغنام والماعز وعلى الجبال توجد غابات البلوط والفلين. وبها من المعادن الفوسفات والنحاس والرصاص والزنك
ويشتغل كثير من السكان باستخراج الإسفنج وصيد السمك، وأما الصناعة فما زالت متأخرة؛ ومعظم الصناعات تعتمد على الإنتاج الزراعي والحيواني مثل دبغ الجلود وعمل المصبوغات الجلدية الرقيقة وصناعة البسط والأغطية الصوفية واستخراج الزيت.
ولعلك تسألني متى دخلت مراكش في الإسلام وما هو الدور الذي لعبته في تاريخه؟ وأنا أجيبك بأنها دخلت الإسلام منذ تم فتحها في عهد الوليد بن عبد الملك ومنها خرج الجيش