الكساد من القضاء على الحركة الفكرية في مصر. ولندع الحركة الفكرية ونستمر في المناقشة الاقتصادية إن المواد يمنع من التصدير لتقوم بالحاجة المحلية، فماذا نصنع بالورق الذي يستعمل في طبع الكتب، والكتب قد حكم عليها بالكساد. .؟
وهناك - من الناحية الاقتصادية والاجتماعية أيضا دور النشر والطباعة وعمالها. . أليس في الحسبان ما يصيبهم من أضرار وتعطل؟ هل من النظر الاقتصادي السليم أن تحل أزمة بأزمة. . فيدير توافر الأوراق بتوافر البطالة في البلاد.
أن ذلك القرار من أين أتيته وجدت فيه الخطر والعجب والمخلص الوحيد منه أن يتداركه أولوالأمر، وفيهم من لا تخفى عليه دقائقه.
فلم (ليلة غرام):
كنت قد أخذت نفسي - في فترة مضت - بتتبع ما يعرض في الأفلام المصرية، والكتابة عنها، قاصدا بذلك أن أسلك طريقا أو أساهم في طريق يؤدى إلى حسن استخدام صناعة السينما في نفع المجتمع وخير الناس من حيث معالجة المسائل القومية والاجتماعية، وتهيئة أسباب المتعة الفنية البعيدة عن التبذل والإسفاف وقد رأيت - إذ ذاك إزاء خطر هذا الفن باعتباره أكثر الوسائل اتصالا بالجمهور - أنه ينبغي أن نصبر على ما في البضاعة من تفاهة وغثاثة، وأن نولي هذه الناحية اهتماما لا بالنظر إلى المعروض، بل نظرا إلى المثال المرجو منها وأيدني في ذلك بعض القراء وخالفني آخرون قائلين: ما هذا الذي تكتبه عن شكوكو وكاريوكا وإسماعيل يس؟ اعدل بنا يا رجل عن هذه الأشياء إلى الأمور ذات البال. .
وحين وصل إلى سمعي ذلك القول كان صبري قد نفذ وضقت ذرعا بتلك الأفلام، فعدلت عنها واكتفيت بتتبع الروايات التمثيلية ذات القيمة الأدبية التي تمثل على المسرح الراقي
وأخيرا علمت أن هناك فلما أخرج من قصة (لقيطة) التي ظفر كاتبها الأستاذ محمد عبد الحليم عبد الله عنها، بجائزة مجمع فؤاد الأول للغة العربية منذ سنوات، وقد سمى الفلم (ليلة غرام) على اعتبار أن اللقيطة كانت ثمرة لتلك التي التقى فيها أبوها حرام. شاهدت الفلم لمكانة قصته وصاحبها من الادب، ولنلق أولا نظرة على مجمل القصة قبل الكلام عليها: يعرض الفلم حياة إنسان من حقه أن يكون له بذاته اعتبار في المجتمع ولكن