للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رسول الله في الآفاق؟ قالوا: تنهانا؟ قال: أقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم، نأخذ منكم ونريد منكم، فما فارقوه حتى مات.

وروى السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة (لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس أي (إلى بلاده) وقال لكعب الأحبار: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.

ونهاهما كذلك عن الرواية عثمان بن عفان

وكان عمر يقول: أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به. ولا غرابة في أن يفعل عمر ذلك لأنه كان لا يعتمد إلا على القرآن والسنة العملية، فقد روى البخاري عن ابن عباس أنه لما حضر النبي (أي حضرته الوفاة) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي: (هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده) فقال عمر إن النبي غلبه الوجع وعندكم كتاب الله فحسبنا كتاب الله.

وروى ابن سعد في الطبقات عن السائب بن يزيد أنه صحب سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة قال: فما سمعته يحدثنا عن النبي حديثا حتى رجع، وسئل عن شيء فاستعجم وقال: (إني أخاف أن أحدثكم واحدا فتزيدوا عليه المائة). وسعد هذا من العشرة المبشرين بالجنة ومن كبار الصحابة.

وعن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة فما سمعته فيها يحدث عن رسول الله، ولا يقول قال رسول الله؛ إلا أنه حدث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه، قال رسول الله! فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبينه ثم قال: إن شاء الله إما فوق ذاك أو قريب من ذاك وإما دون ذاك)

وأخرج أحمد وأبو يعلي عن دجين قال: قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب فقلت حدثني عن عمر فقال: لا أستطيع، أخاف أن أزيد أو أنقص! كنا إذا قلنا لعمر، حدثنا عن رسول الله قال أخاف أن أزيد أو أنقص.

وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عامر، قال: سمعت معاوية على منبر دمشق قال:

(إياكم وأحاديث رسول الله إلا حديثا ذكر على عهد عمر. إن عمر كان يخيف الناس الله - ورواية الدارمي - اتقوا الروايات عن رسول الله إلا ما كان يذكر منها في زمن عمر، إن

<<  <  ج:
ص:  >  >>