وقته مثله ولم يكن في هذا الفن أبصر من الفارابي. ويقال إن آلة القانون من وضعه. قال الفقيه حسين هؤلاء الثلاثة متهمون في دينهم يعني الفارابي والكندي وابن سينا فلا تغتر بالسكوت عنه. انتهى ما أورده ابن الأهدل ملخصا. استمر الحنبلي في حديثه قائلا: وبجملة فأخبره وعلومه وتصانيفه كثيرة شهيرة؛ ولكن أكثر العلماء على كفره وزندقته حتى قال الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال): لا نشك في كفرهما أى الفارابي وابن سينا. وقال فيه أيضا وأما الإلاهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالبرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولمن مجموع ما يخلطون فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في (١٧) ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت. وقال الغزالي في (المنقذ من الضلال) القسم الثلث الإلاهيون وهم المتأخرون مثل سقراط وهو أستاذ أفلاطون، وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس وهو الذي رتب لهم المنطق وهذب العلوم وأوضح لهم ما كان أنمحى من علومهم. وهم بجملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم. ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن قبله من الإلاهيين ردا لا يقصر فيه حتى تبرأ من جميعهم إلا أنه استبقى من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا لم يوفق بالنزوع عنها فوجب تكفيرهم وتكفير متبعيهم من الإسلاميين كابن سينا والفارابي على أنه لم يقم بعلم أرسطاطاليس أحد من المتفلسفة الإسلاميين كقيام هذين الرجلين وما نقله غيرهم ليس يخلو من تخبيط وتخليط يتشوش فيه قلب المطالع حتى لا يفهم ما لا يفهم كيف يرد أو يقبل. . .؟ ومجموع ما صح عندنا من فلسفة أرسطاطاليس بحسب نقل هذين الرجلين ينحصر في ثلاثة أقسام: قسم يجب التفكير به، وقسم يجب التبديع به، وقسم لا يجب إنكاره أصلا وبعد ما أورد ابن العماد الحنبلي هذا في كتابه (شذرات الذهب) أردفه بقوله انتهى ما قاله حجة الإسلام الغزالي فرحمه الله تعالى رحمة واسعة. فانظر ما يجر إليه علم النطق وما يترتب عليه التوغل فيه ولهذا حرمه أعيان الأجلاء كابن الصلاح النواوي والسيوطي وابن نجيم في أشباهه وابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم وإن كان أكثر الحنابلة على كراهته. قال الشيخ في غاية المنتهى ما لم