احذري أن تخسري الطباع التي هي الأليق بأم أنجبت الأنبياء في الشرق.
أم عليها طابع النفس الجميلة، تنشر في كل موضع جو نفسها العالية.
فلو صارت الحياة غيماً ورعداً وبرقاً، لكانت هي فيها الشمس الطالعة.
ولو صارت الحياة قيظاً وحروراً واختناقاً، لكانت هي فيها النسيم يتخطر.
أم لا تبالي إلا أخلاق البطولة وعزائمها، لأن جداتها ولدن الأبطال.
أيتها الشرقية؛ احذري احذري.
احذري هؤلاء الشبان المتمدنين بأكثر من التمدن. . . .
يبالغ الخبيث في زينته، وما يدري أن زينته معلنة أنه إنسان من الظاهر. . . .
ويبالغ في عرض رجولته على الفتيات، يحاول إيقاظ المرأة الراقدة في العذراء المسكينة.
ليس لامرأة فاضلة إلا رجلها الواحد؛ فالرجال جميعاً هم مصائبها إلا واحداً.
وإذا هي خالطت الرجال، فالطبيعي أنها تخالط شهوات، ويجب أن تحذر وتبالغ.
أيتها الشرقية! احذري احذري!
احذري فان في كل امرأة طبائع شريفة متهورة؛ وفي الرجال طبائع خسيسة متهورة.
وحقيقة الحجاب أنه الفصل بين الشرف فيه الميل إلى النزول وبين الخسة فيها الميل إلى الصعود.
فيك طبائع الحب والحنان، والإيثار، والإخلاص كلما كبرت.
طبائع خطرة، إن عملت في غير موضعها. . . . جاءت بعكس ما تعمله في موضعها.
فيها كل الشرف ما لم تنخدع، فإذا انخدعت فليس فيها إلا كل العار. أيتها الشرقية! احذري احذري!
احذري كلمةً شيطانيةً تسمعينها في قيمة الجمال أو قيمة الأنوثة.
وافهميها أنت هكذا: واجبات الأنوثة وواجبات الجمال.
بكلمةٍ الإحساس فاسداً، وبكلمة يكون شريفاً.
ولا يتسقط الرجل امرأةً إلا في كلماتٍ مزينةٍ مثلها. . . . .
يجب أن تتسلح المرأة مع نظراتها، بنظرة غضب ونظرة احتقار.
أيتها الشرقية! احذري احذري!