احذري أن تخدعي عن نفسك. إن المرأة أشد افتقاراً إلى الشرف منها إلى الحياة.
إن الكلمة الخادعة إذ تقال لك، هي أخت الكلمة التي تقال ساعة إنفاذ الحكم للمحكوم عليه بالشنق. . . .
يغترونك بكلمات الحب والزواج والمال، كما يقال للصاعد إلى الشناقة: ماذا تشتهي؟ ماذا تريد؟ الحب؟ الزواج؟ المال؟ هذه صلاة الثعلب حين يتظاهر بالتقوى أمام الدجاجة.
الحب؟ الزواج؟ المال؟ يا لحم الدجاجة! بعض كلمات الثعلب هي أنياب الثعلب. . . . .
أيتها الشرقية! احذري احذري!
احذري السقوط. إن سقوط المرأة لهوله وشدته ثلاث مصائب في مصيبة:
سقوطها هي، وسقوط من أوجدوها، وسقوط من توجدهم.
نوائب الأسرة كلها قد يسترها البيت إلا عار المرأة. فَيَدُ العار تقلب الحيطان كما تقلب اليد الثوب فتجعل ما لا يرى هو ما يرى.
والعار حكم ينفذه المجتمع كله، فهو نفي من الاحترام الإنساني.
أيتها الشرقية! احذري احذري!
لو كان العار في بئر عميقة لقلبها الشيطان مئذنةً ووقف يؤذن عليها.
يفرح اللعين بفضيحة المرأة خاصة كما يفرح أب غني بمولود جديد في بيته. . . .
واللص، والقاتل، والسكير، والفاسق، كل هؤلاء على ظاهر الإنسانية كالحر والبرد.
أما المرأة حين تسقط، فهذه من تحت الإنسانية هي الزلزلة.
ليس أفظع من الزلزلة المرتجة تشق الأرض إلا عار المرأة حين يشق الأسرة.
(طنطا)
مصطفى صادق الرافعي