للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقومي في نساء حاسرات ... خوامش للنحور وللخدود

هو الخطب الذي ابتدع الرزايا ... وقال لأعين الثقلين: جودي

ألا رزئت خراسان فناها ... غداة ثوى عمير بن الوليد!

ومرت بمصر أحداث جسام استدعت أن يأتي المعتصم بنفسه فيسكن من ثائرها. ولما غادرها تجددت أسباب الفتنة فلم يجد بدا من أن يبعث إلى مصر بأفضل رجاله عنده وهو الأفشين. فقدمها في ذي الحجة عام ٢١٤هـ.

ولا تكاد كتب التاريخ تشير إلى الأفشين بشيء قبل أن تجري هذه الحوادث؛ فمما لا شك فيه أن تلك أول مهمة خطيرة يعهد إليه المعتصم بها.

وقد استمر بمصر يقاتل القوم في وثبات متتابعة حتى قدم إليها المأمون بنفسه في المحرم من عام ٢١٧هـ.

وتنقطع أخبار الأفشين بعد هذا. ولعله كاد في ركاب المأمون، ثم التحق بموضعه من حاشية أميره المعتصم. على أن المأمون توفى في رجب سنة ٢١٨هـ، وخلفه المعتصم بعهد منه. فخاض غمار حربين كبيرتين استغرقتا أعوام حكمه: أولاهما حرب الخرمية في الشرق، وقد انتهت بفتح (البذ) معقل بابك الخزمي واعتقاله وقتله والثانية حرب الروم في الغرب - وكانوا قد تحركوا على صدى حوادث الخرمية - وتمث هزيمتهم بفتح (عمورية) أقوى حصونهم على حدود المملكة الإسلامية في آسيا الصغرى.

وكان الأفشين هو بطل الخلافة المجلى وفارسها المعلم في هاتين السلسلتين من الحروب.

حرب الخزمية:

والخرمية قوم من المجوس كانوا يدينون بمذهب التناسخ، ويبيحون المحرمات من تناول الخمر وزواج ذوات المحارم وسائر ما تستجيب إليه الأهواء.

وكان رئيسهم جاويدان بن سهل صاحب جبال البذ، الذي خلفه عند موته بابك بن بهرام مدعيا أن روح جاويدان حلت فيه. وقد حدث هذا في سنة ٢٠١هـ والمأمون لا يزال في أوائل حكمه مقيما بمدينة مرو لم يبرحها بعد إلى بغداد.

ويقول ابن الأثير في تاريخه (الكامل) إن تفسير جاويدان: الدائم الباقي، ومعنى (خرم) الفرح. . قال: وهي مقالات المجوس. والرجل منهم يتزوج أمه وأخته وأبنته، ولذا يسمونه

<<  <  ج:
ص:  >  >>