للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويخاطبه في دالية ثالثة:

تركت منهم سبيل النار سابلا ... في كل يوم إليها عصبة تفد

كأن بابك بالذين بعدهمو ... نؤى أقام خلاف الخى أو وتد

وأهل موقان إذ ماقوا فلا وزر ... أنجاهمو منك في الهيجا ولا سند

لم تبق مشركة إلا وقد علمت ... إن لم تنب، أنه للسيف ما تلد

ويقول أبو تمام في مدح أبي دلف - القاسم بن عيسى العجلي - وكان قائد فرقة المطوعة تحت إمرة الأفشين:

إن الخليفة والأفشين قد علما ... من اشتفى لهما من بابك وشفى

في يوم أرشق والهيجاء قد رشقت ... من المنية رشقا وابلا قصفا

فكان شخصك في أغفالها علما ... وكان رأيك في ظلمائها سدفا

نضوته دلفيا من كنانته ... فأصبحت فوزة العقبي له هدفا

وكان بابك قد نجا بنفسه بعد سقوط معقله، ومضى هاربا إلى بلاد الروم عن طريق أرمينية، فأذكى الأفشين وراءه العيون وبث الأرصاد في كل مكان حتى قبض عليه. وإلى هذا يشير أبو تمام بقوله:

ورجا بلاد الروم فاستعصى به ... أجل أصم عن النجاء حرون

هيهات لم يعلم بأنك لو ثوى ... بالصين لم تبعد عليك الصين!

وكان الذي قبض على بابك سهل بن سنباط - أحد بطارقة أرمينية - عند اجتيازه بأرضه متخفيا:

وأزمع نية هربا فحامت ... حشاشته على أجل بليد

تقنصه بنو سنباط أخذا ... بأشراك المواثق والعهود

ولولا أن ريحك ذربتهم ... لأحجمت الكلاب عن الأسود

ولكي نعرف حقيقة ذكر الكلاب والأسود هنا نقول إن الأفشين كان قد ألح على ملوك أرمينية وبطارقها بوجوب التحري عن كل من يجتاز أرضهم وحثهم على القبض على بابك ووعدهم في ذلك ومناهم. . فلما مر بابك بأرض ابن سنباط عرف حقيقته ولكنه جبن عن القبض عليه. فتملقه بالخضوع والطاعة واستضافه في حصنه، ثم كاتب الأفشين

<<  <  ج:
ص:  >  >>