بخبره. فأرسل الأفشين من استوثق له من صحة ذلك ثم بعث بأبي سعيد مع جند فقبضوا عليه. ولما تحقق بابك خيانة ابن سنباط أغلظ في شتمه وقال له: بعتني لليهود بالشيء اليسير. لو أردت المال وطلبته لأعطيتك أكثر مما يعطيك هؤلاء.
ولما مضوا ببابك سير معه ابن سنباط ابنه معاوية (فأمر له الأفشين بمائة ألف درهم، وأمر لسهل بألف ألف درهم استخرجها له من أمير المؤمنين، ومنطقة مغرقة بالجوهر، وتاج البطرقة. فبطرق سهل بهذا السبب)
وقال صاحب النجوم الزاهرة: كان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيا ألفى ألف درهم، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم. فجاءه به سهل البطريق فأعطاه المعتصم ألفي ألف درهم، وحط عنه خراج عشرين سنة.
أما بابك - وقد شبهه أبو تمام في بيته بالأسد - فكان مملوء النفس من كبر، مأخوذا بداء العظمة التي وصلت به إلى حد التأله. ولما وصل إلى الأفشين كتاب المعتصم بالأمان لبابك، وهو متوار قبيل القبض عليه، عرضه على بعض من استأمن إليه من أصحاب بابك - وفيهم ابن له كبير - على أن يستقصوا موضعه ويوصلوه إليه. فلم يجرؤ أحد منهم على ذلك. قال الأفشين لبعضهم: ويحك، إنه يفرح بهذا! فقال: أصلح الله الأمير، نحن أعرف بهذا منك!
ولما وصل الكتاب إلى بابك على يد اثنين ضمن لهما الأفشين النفقة على عيالهما إن قتلا - ضرب بابك عنق أحدهما وشد على صدره الكتاب مختوما لم يفضه. وفض كتابا آخر كتبه إليه ابنه يحسن له التسليم ثم أطلق الرسول الثاني وحمله إلى ابنه كلاما كله سب وإفحاش، وفيه قوله: إنك من جنس لا خير فيه، وأنا أشهد أنك بابني. تعيش يوما واحدا وأنت رئيس خير أو تعيش أربعين سنة وأنت عبد ذليل؟؟
وحمل الأفشين بابك إلى سامراء فأمر المعتصم بقتله، ثم صلب بموضع يقال له العقبة، في شهر صفر سنة ٢٢٣هـ